-
Notifications
You must be signed in to change notification settings - Fork 0
/
Copy path(142:759). Adab al-Saghir, Ibn al-Muqaffa.txt
46 lines (46 loc) · 4.74 KB
/
(142:759). Adab al-Saghir, Ibn al-Muqaffa.txt
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
وأما البصر بالموضع: فإنما تصير المنافع كلها إلى وضع الأشياء مواضعها،
وبنا إلى هذا كله حاجة شديدة. فإننا لم نوضع في الدنيا موضع غنى وخفض ()
ولكن موضع فاقة وكد ()، ولسنا إلى ما يمسك بأرماقنا () من المأكل والمشرب
بأحوج منا إلى ما يثبت عقولنا من الأدب الذي به تفاوت العقول. وليس غذاء
الطعام بأسرع في نبات الجسد من غذاء الأدب في نبات العقل. ولسنا بالكد في
طلب المتاع الذي يلتمس به دفع الضرر والغلبة بأحق منا بالكد في طلب العلم
الذي
وليعلم أن على العاقل أمورا إذا ضيعها حكم عليه عقله بمقارنة الجهال.
فعلى العاقل أن يعلم أن الناس مشتركون مستوون في الحب لما يوافق، والبغض
لما يؤذي، وأن هذه منزلة اتفق عليها الحمقى والأكياس ()، ثم اختلفوا بعدها
في ثلاث خصال هن جماع الصواب وجماع الخطإ، وعندهن تفرقت العلماء والجهال،
والحزمة () والعجزة.
استطاع - إلا ذا فضل في العلم والدين والأخلاق؛ فيأخذ عنه، أو موافقا له
على إصلاح ذلك؛ فيؤيد ما عنده، وإن لم يكن له عليه فضل؛ فإن الخصال الصالحة
من البر لا تحيا ولا تنمى إلا بالموافقين والمؤيدين، وليس لذي الفضل قريب
ولا حميم أقرب إليه [وأحب] () ممن وافقه على صالح الخصال فزاده وثبته.
ولذلك زعم بعض الأولين أن صحبة بليد نشأ مع العلماء أحب إليهم من صحبة لبيب
نشأ مع الجهال.
وعلى العاقل أن لا يستصغر شيئا من الخطإ في الرأي، والزلل في العلم،
والإغفال في الأمور؛ فإنه من استصغر الصغير أوشك أن يجمع إليه صغيرا
وصغيرا، فإذا الصغير كبير، وإنما هي ثلم () يثلمها العجز والتضييع، فإذا
لم تسد أوشكت أن تتفجر بما لا يطاق.
أفضل ما يعلم به علم ذي العلم وصلاح ذي الصلاح أن يستصلح بما أوتي من ذلك
من استطاع () من الناس، ويرغبهم فيما رغب فيه لنفسه من حب الله، وحب
حكمته، والعمل بطاعته، والرجاء لحسن ثوابه في المعاد إليه، وأن يبين الذي
لهم من الأخذ بذلك، والذي عليهم في تركه، وأن يورث ذلك
من أبواب الترفق () والتوفيق في التعليم () أن يكون وجه الرجل الذي
يتوجه فيه من العلم والأدب فيما يوافق طاعة، ويكون له عنده محمل وقبول. فلا
يذهب عناؤه في غير غناء ()، ولا تفنى أيامه في غير درك ()، ولا يستفرغ
نصيبه فيما لا ينجع فيه ()، ولا يكون كرجل أراد أن يعمر أرضا تهمة ().
العلم زين لصاحبه في الرخاء، ومنجاة له في الشدة.
ثم اجتماع ms العلماء والجهال والمهتدين والضلال على ذكر الله (تعالى)
وتعظيمه، واجتماع من شك في الله (تعالى) وكذب به على الإقرار بأنهم أنشئوا
حديثا، ومعرفتهم أنهم لم يحدثوا أنفسهم.
حياة الشيطان ترك العلم، وروحه وجسده الجهل، ومعدنه في أهل الحقد
والقساوة، ومثواه في أهل الغضب، وعيشه في المصارمة ()، ورجاؤه في الإصرار
على الذنوب.
ومن العلم أن تعلم أنك لا تعلم بما لا تعلم.
من حاول الأمور () احتاج فيها إلى ست: العلم، والتوفيق، والفرصة،
والأعوان، والأدب، والاجتهاد.
منها: أن يفخر من العلم والمروءة بما ليس عنده.
فضل العلم () في غير الدين مهلكة. وكثرة الأدب في غير رضوان الله ومنفعة
الأخيار قائد إلى النار. والحفظ الذاكي الواعي () لغير العلم النافع مضر
بالعمل الصالح. والعقل غير الوازع () عن الذنوب خازن للشيطان ().
وسمعت العلماء قالوا: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن
الخلق، ولا غنى كالرضى ().