diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_1.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_1.txt new file mode 100644 index 000000000..6e09560ec --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_1.txt @@ -0,0 +1,11 @@ + + +# فاتحة سنة الثانية + + +بسم الله الرحمن الرحيم + +نحمدك اللهم علي ما اقبستنا من قَبَس العلم بنور العقل السليم. فكان افضل ما صدر عن كرمك الجزيل وفضلك العميم. ونستهديك لساناً لا يحلو له الا النطق بما يعتقد صحته بعيداً عن التزلف والتقية. وبياناً مويداً بايدك ليجد سبيل القبول من قلوب البرية. اللهم وقفنا الي معالجة سم الجهل الناقع. بترياق التعليم النافع والادب الرافع. وحبب الينا التواصي بالحق والانصاف. وجنبنا مضالَّ الاعتساف ومزالَّ الخلاف. واشرب افيدتنا حب الاقرار بحسنات العدو قبل الصديق. واصرفنا عن مزالق التدليس ومغامز التلفيق. وافتح مغلق عقولنا برحمتك لنهتدي بما اهتدي به البشر الناهض بفضل البحث والتنقيب من نور علومه. واشدد عزايمنا لقرن العلم بالعمل فتمتزج روحه باجزاء نفوسنا وننتفع بحديثه وقديمه. رب نسالك ان تطبع هذه الامة بطابع التسامح المقبول. وتبغض اليها التعصب المنبوذ المرذول. لتقبل الحكمة من اي وعاءٍ خرجت. ومن اي جو تنفست. وعن اي لسان انبعثت. ولا تكلننا الي انفسنا ليلا نضل ونشقي. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_10.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_10.txt new file mode 100644 index 000000000..c25ec8740 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_10.txt @@ -0,0 +1,7 @@ + +مايتا الف و ثلاثون الفاً وفي يوم الفطر في كل سنة من الورق خمسون الف درهم يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة الف الف وماية و خمسون الف درهم وثياب قيمة عشرة الاف درهم علي الحكاية يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة مايتا الف و ثلاثون الف درهم. + +ولفصد الرشيد دفعتين في السنة كل دفعة خمسون الف درهم من الورق ماية الف درهم يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة الفا الف و ثلثماية الف درهم. ولشرب الدواء دفعتين في السنة كل دفعة خمسون الف درهم ماية الف درهم يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة الفا الف و ثلثماية درهم. ومن اصحاب الرشيد علي ما فصل منه مع ما فيه من قيمة الكسوة وثمن الطيب والدواب وهو ماية الف درهم من الورق اربعماية الف درهم يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة تسعة الاف الف ومايتا الف درهم. تفصيل ذلك عيسي بن جعفر خمسون الف درهم زبيدة ام جعفر خمسون الف درهم العباسة خمسون الف درهم ابراهيم بن عثمان ثلاثون الف درهم الفضل بن الربيع خمسون الف درهم فاطمة ام محمد سبعون الف درهم. كسوة وطيب ودواب ماية الف درهم ومن غلة ضياعه بجندي سابور والسوس والبصرة والسواد في كل سنة قيمته بعد المقاطعة ورقاً ثماني ماية الف درهم يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة ثمانية عشر الف الف واربعماية الف درهم ومن فضل مقاطعته في كل سنة من الورق سبعماية الف درهم يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة ستة عشر الف الف وماية الف درهم وكان يصير اليه من البرامكة في كل سنة من الورق الفا الف و اربعماية الف درهم. تفصيل ذلك: يحيي بن خالد ستماية الف درهم يكون في مدة ثلاث عشرة سنة احد و ثلاثين الف الف ومايتي الف درهم يكون جميع ذلك مدة ايام خدمته للرشيد وهي ثلاث و عشرون سنة وخدمته للبرامكة وهي ثلاث عشرة سنة سوي الصلات الجسام فانها لم تذكر في هذا المدرج من الورق ثمانية و ثمانين الف الف درهم وثمانماية الف درهم منها خمسة و ثمانون الف الف درهم ثلاثة الاف الف واربعماية الف درهم. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_11.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_11.txt new file mode 100644 index 000000000..2c563e9a1 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_11.txt @@ -0,0 +1,7 @@ + +التذكرة: الخراج من ذلك ومن الصلات التي لم تذكر في النفقات وغيرها علي ما تضمنه المدرج المعمول من العين تسعماية الف دينار ومن الورق تسعون الف الف وستماية الف درهم. تفصيل ذلك ما صرفه في نفقاته وكانت في السنة الفي الف ومايتي الف درهم علي التقريب وجملتها في السنين المذكورة سبعة و عشرون الف الف درهم وستماية الف درهم ثمن دور وبساتين ومتنزهات ورقيق ودواب والجمازات سبعون الف الف درهم ثمن الات واجر وصناعات وما يجري هذا المجري ثمانية الاف الف درهم. ما صار في ثمن ضياع ابتاعها لخاصته اثنا عشر الف الف درهم. ثمن جواهر وما اعده للذخاير عن قيمة خمسماية الف دينار خمسون الف الف درهم. ما صرفه في البر والصلات والمعروف والصدقات وما بذل به خطه في الكفالات لاصحاب المصادرات في هذه السنين المقدم ذكرها ثلاثة الاف الف درهم. وما كابره عليه اصحاب الودايع وجحدوه ثلاثة الاف الف درهم. ثم وصي بعد ذلك كله عند وفاته الي المامون لابنه بختيشوع وجعل المامون الوصي فيها فلسلمها اليه ولم يعترض في شيء منها عليه بتسعماية الف دينار. ولا عجب فيما قاله فثيون الترجمان ان جنس جورجس وولده كانوا اجمل اهل زمانهم بما خصهم الله به من شرف النفوس ونبل الهمم ومن البر والمعروف والافضال والصدقات وتفقد المرضي من الفقراء والمساكين والاخذ بايدي المنكوبين والمرهوقين علي ما يتجاوز الحد في الصفة والشرح. + +وبلغ بختيشوع بن جبراييل من عظم المنزلة والحال وكثرة المال ما لم يبلغه احد من ساير الاطباء الذين كانوا في عصره وكان يضاهي المتوكل في اللباس والفرس وبلغ من كمال المروءة ومباراة الخلافة في الزي واللباس والطيب والفرش والصناعات والتفسيح والبذخ في النفقات مبلغاً يفوق الوصف وكان ايضاً لطيف المحل من المهتدي بالله وشكا اليه ما اخذ منه في ايام المتوكل لنكبة وقعت عليه من هذا لفرط ادلاله عليه فامر ان يدخل الي ساير الخزاين فكل ما اعترف به فليرد اليه بغير استيمار ولا + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_12.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_12.txt new file mode 100644 index 000000000..5aff93671 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_12.txt @@ -0,0 +1,9 @@ + +مراجعة فلم يبق له شيء الا اخذه واطلق له ساير ما فاته وحاطه كل الحياطة. + +وكان عبيد الله بن بختيشوع متصرفاً ولما ولي المقتدر الخلافة استكتبه لحضرته وبقي معه مديدة وصار ابنه جبراييل من خاصة عضد الدولة بن بويه وكان يكرمه كثيراً ويغدق عليه المشاهرات ووصله الصاحب بن عباد بما قيمته الف دينار وكان دايماً يقول صنف مايتي ورقة اخذت عنها الف دينار يعني بذلك الكناش الذي وضعه بامر الصاحب في الامراض التي تعرض من الراس الي القدم. + +وكان عيسي المعروف بابي قريش صيدلانياً اكرمه المهدي مرة ولم يزل يطرح عليه الخلع وبدر الدنانير والدراهم حتي علت راسه وكناه ابا قريش اي ابا العرب. وخلف اثنين و عشرين الف دينار مع نعمة سنية. وكان عبد الله الطيفوري من احظي خلق الله عند الهادي وزكريا بن الطيفوري كان من جماعة القايد افشين كان منه ان امتحن الصيادلة في معسكره كما امتحن يوسف لقوة الكيميايي زمن المامون صيادلة بغداد . وكان اسراييل بن زكريا الطيفوري جليل القدر عند الخلفاء والملوك كثيري الاحترام له وكان مختصاً بخدمة الفتح بن خاقان بصناعة الطب وله منه الجامكية الكثيرة والانعام الوافر. وكان المتوكل بالله يري له كثيراً ويعتمد عليه وله عند المتوكل المنزلة المكينة وجد مرة علي المتوكل لما احتجم بغير اذنه فافتدي غضبه بثلاثة الاف دينار وضيعة تغل له في السنة خمسين الف درهم وكان متي ركب الي دار المتوكل يكون موكبه مثل موكب الامراء واجلاء القواد. وكان يزيد بن زيد بن يوحنا متطبب المامون وخدم ابراهيم بن المهدي وله من الاحسان الكثير والانعام الغزير والعناية البالغة والجامكية الوافرة. وتقدم سابور بن سهل عند المتوكل وكان يري له وكذلك عند من تولي بعده من الخلفاء وكان عالماً بقوي الادوية المفردة وتركيبها وكان موسي بن اسراييل الكوفي متطبب ابراهيم بن المهدي. وكان سلمويه بن بنان متطبب المعتصم اختاره لنفسه لما استخلف واكرمه اكراماً كثيراً يوفق الوصف وكان يرد الي الدواوين توقيعات + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_13.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_13.txt new file mode 100644 index 000000000..5b9c42766 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_13.txt @@ -0,0 +1,9 @@ + +المعتصم في السجلات وغيرها بخط سلمويه وكل ما كان يرد علي الامراء والقواد من خروج امر وتوقيع من حضرة امير المومنين فبخط سلمويه وولي اخا سلمويه ابراهيم بن بنان خزن بيوت الاموال في البلاد وخاتمه مع خاتم امير المومنين ولم يكن احد عنده مثل سلمويه واخيه ابراهيم في المنزلة وكان المعتصم يسميه ابي فلما اعتل سلمويه عاده المعتصم وبكي عنده فلما مات امتنع المعتصم من اكل الطعام يوم موته وامر بان تحضر جنازته الدار ويصلي عليه بالشمع والبخور علي زي النصاري الكامل ففعل وهو بحيث يبصرهم ويباهي في كرامته وحزن عليه حزناً شديداً. وعالج ابراهيم بن ايوب الابرش اسماعيل اخا المعتز وبريء فاجازته امه والمتوكل بست عشرة بدرة وكان اخص المتطببين عند المعتز لما افضت الخلافة اليه. وكان جبراييل كحال المامون يدخل اليه في كل يوم عند تسليمه من صلاة الغداة فيغسل اجفانه ويكحل عينيه فاذا انتبه من قايلته فعل مثل ذلك وكان يجري عليه الف درهم في كل شهر. + +واجري الرشيد علي ماسويه ابو يوحنا الفي درهم في الشهر ومعونة في السنة عشرين الف درهم وعلوفة ونزل والزمه الخدمة مع جبراييل وكان لهذا في الشهر عشرة الاف درهم ومعونة في ال سنة ماية الف درهم وصلات دايمة واقطاعات. + +وخدم يوحنا بن ماسويه بصناعة الطب المامون والمعتصم والواثق والمتوكل وكان له منهم الانعام الكثير والمنزلة السامية وله عليهم دالة الاقران علي اقرانهم لا الخدم علي مخدوميهم. وكان ميخاييل بن ماسويه متطبب المامون وكان به معجباً وله علي جبراييل بن بختيشوع مقدماً حتي كان يدعوه بالكنية اكثر مما يدعوه بالاسم وكان لا يشر الادوية الا مما تولي تركيبه واصلاحه له. وبلغ حنين بن اسحاق عند المامون منزلة عالية لانه كان رييس جماعة التراجمة لعهده وكانت له الاقطاعات الحسنة والجواري الجيد والاحسانات الفايضة وزادت مكانته كثيراً بعد خروجه من + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_14.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_14.txt new file mode 100644 index 000000000..88bb34c00 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_14.txt @@ -0,0 +1,9 @@ + +المحنة التي الحقها به اعداوه وامر المتوكل الاطباء الذين طلبوا قتل حنين وسعوا فيه لديه ان يحمل اليه كل منهم عشرة الف درهم. وامر ان يضاف اليها مثلها من خزانته فكان زهاء مايتي الف درهم. قال حنين في كلامه علي ذلك ثم ان الخليفة امر باصلاح ثلاث دور من دوره التي لم اسكن قط منذ نشات في مثلها ولا رايت لاحد من اهل صناعتي مثلها وحمل اليها ساير ما كنت اليه محتاجاً من الاواني والفرش والالة والكتب وما يشاكل ذلك بعد ان شهد لي بالدور وتوثق بشهادات العدول لانها كانت خطيرة في قيمتها لانها تقوّم بالوف دنانير فلمحبته لي وميله الي ان تكون لي ولعقبي ولا تكون عليّ حجة لمعترض فلما فرغ مما امر به من الحمل الي الدور وجميع ما ذكر وتعليقها بانواع الستور ولم يبق غير المضي اليها امر بحمل المال الضعف الكثير بين يدي وحملني علي خمسة اروس من خيار بغلاته الخاصة بمواكبها ووهب لي ثلاثة خدم روم وامر لي كل شهر بخمسة عشر الف درهم واطلق لي الفايت من رزقي في وقت حبسي فكان شيياً كثيراً وحمل من جهة الخدم والحرم وساير الحاشية والاهل ما لا يمكن ان يحصي من الاموال والخلع والاقطاع وحصلت وظايفي التي كنت اخذها خارج الدار من ساير الناس اخذها من داخل الدار وصرت المقدم علي ساير الاطباء. + +وخدم يوحنا بن بختيشوع بصناعة الطب الموفق بالله طلحة بن جعفر المتوكل وكان يعتمد عليه كثيراً ويسميه مفرج كربي. وحظي بختيشوع بن يوحنا من الخلفاء وغيرهم واختص بخدمة المقتدر بالله وكان له منه الانعام الكثير والاقطاعات من الضياع وخدم بعد ذلك الراضي بالله فاكرمه واجراه علي ما كان باسمه في ايام ابيه المقتدر. + +الباقي للاتي + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_15.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_15.txt new file mode 100644 index 000000000..fd51eaa1c --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_15.txt @@ -0,0 +1,17 @@ + + + + +# النعام في الحضارة المصرية + + +النعامة اعظم الطيور واضخمها يبلغ علوها نحو مترين ووزنها اربعين كيلوغراماً احياناً. سمعها دقيق ونظرها حاد وحاسة الذوق والشم فيها غليظة بحيث لا تتخير غذاءها وقلما تميز بين جيده وردييه. فهي وان تكن من الحيوانات اكلة العشب تخضم اغذية نباتية وتحتك بكل ما يقع نظرها عليه من حديد وقرمد وخشب وتصدمه حتي يكاد يتناثر. ساقاها مستويتان مستطيلتان متينتان حتي انها لتقطع نحو ٢٨٠ كيلومتراً في اقل من عشر ساعات فتبذُّ بذلك الصافنات الجياد في حلبة الطراد. وريش جسم ذكر النعام اسود فاحم وريش الاجنحة والذنب ابيض وعنقها اجرد لا ريش له وهو احمر كساقيها وعينها زرقاء ومنقارها اصفر ورجلاها سنجابيتان وهي كالجمل تنزل المناطق الحارة المنعزلة عن الناس. + +عرف القدماء النعام وورد ذكرها في التوراة اكثر من مرة وسماها اليهود ابنة الصياح وكثيراً ما تزعق في المطارح النايية الواسعة في ظلمات الليل وتنخر نخيراً ممزوجاً بعويل محزن يرمض القلوب ويجلب الكروب. وهي من البلاهة بحيث لا يضاهيها حيوان حرمها الخالق تعالي من الحكمة ولم يجعل لها حظاً من الذكاء كما ورد في التوراة. ويذكر بلين ان الصيادين يضطرونها الي ان تقبع راسها وتخفيه ظناً منها بان لا يراها احد ومتي طاردها المطاردون تستخدم رجليها بمثابة مقلاع وترمي بهما احجاراً بغلظ الكف. + +هذا الطاير مشهور منذ القرون العريقة في القدم ويبيض في الرمل ولا تحضن انثاه بيضها الا من الليل لان حر النهار ينقفها. وانك لتراها ارسالاً وعصايب علي مقربة من الواحات في رمال افريقيا وبلاد العرب وتُري في الصحراء من جبال الاطلس الي ضفاف النيل وفي رمال صحراء ليبية ومصر الوسطي وفي القفر الواقع في الجنوب + + +# notes + +[^1]: عن مجلة الطبيعةالفرنسوية \ No newline at end of file diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_16.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_16.txt new file mode 100644 index 000000000..e2bd15095 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_16.txt @@ -0,0 +1,11 @@ + +الغربي من الاسكندرية. + +راينا النعامة مرسومة في مصانع الفراعنة والحبشان اخذين بزمامها وقد لزَّت في قرن مع الاسود والفهود وغيرها من حيوانات تلك الارجاء. ويروي عنها في اساطير الاولين روايات من مثل اختيارها دون سايرا لحيوانات لانقاذ اله الخمر لما ذهب هذا الي الهند علي راس جيشه الجرار مجتازاً صحاري ليبيا حتي اذا اشتد به الظما استغاث بالمشتري فدله علي نعامة فتبعها حتي قادته الي مكان حفرت فيه الارض بمنقارها فنبضت منها عين. + +ولما كان الصيادون يطاردون النعام مطاردة شديدة وكثيراً ما كانوا يلبسون جلودها ويقلدونها في حركاتها فيقتربون منها ويباغتونها. يستعملون لحمها غذاء لهم ويستخدمون جلدها تروساً او ثياباً او مضاجع وفرشاً. واذا تمكنت النعامة من صيادها نفثت فيه سماً قتالاً وعضته عضة يقاسي منها انواع الالم فلا تكون عاقبتها عليه سوي الموت. اما توم (بيض )النعامة فكان الصيادون ياكلون ما في داخلها فاذا اتوا عليه يستعملون القشرة اقداحاً واكواباً واذا راوها ضخمة يقسمونها شطرين يكونان قبضتين لرجلين يستران بهما راسيهما. + +ومازال بعض السكان في افريقيا الي يومنا هذا يقتاتون من لحم النعامة وشحمها وتومها ويبيعون ريشها او يستخدمونه زينة لرووسهم. ويستخدم النعام لحمل الاثقال. وشاعت عادة ركوب النعام في القديم كل الشيوع. ويوخذ مما قاله بوزانياس القايد الاسبارطي المشهور (٤٧٧ )ق. م انه ريي علي جبل هيليكون من بلاد اليونان تمثال لارسينوي الاميرة المصرية التي تزوجت بطليموس محمولاً علي نعامة من النحاس. ويقول اتينيه الكاتب اليوناني الذي جاء في القرن الثالث للمسيح انه كان في الاحتفال بظفر فيلادلف الذي قام في الاسكندرية ثمانية قطارات من النعام في كل قطار نعامتان وقد رُسمت صورة جماعة يتعاطون الشراب مرسومة علي كوب وفيها ست نعامات يركب + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_17.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_17.txt new file mode 100644 index 000000000..5a975574b --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_17.txt @@ -0,0 +1,11 @@ + +متونها فتيان ويسير امامهم رجل مستور الوجه ووراء هم موسيقار يمشي الهوينا ضارباً بمزماره. + +ومما يقصونه من الاخبار عن فيرموس ماركوس الجبار المصري انه كان يركب نعاماً ضخمة ويستوي علي ظهورها فتنساب به انسياباً سريعاً حتي كنت تخاله يطير وكان اكولاً يطعم كل يوم نعامة. وذكر ان هليوكابال الامبراطور الروماني وضع مايدته ستماية مخ نعامة. وكان موسي علي العكس يكره لحم النعام وحظر علي بني اسراييل استعماله. واستعمل النعام في نينوي صوراً لطيفة في الثياب المطرزة والمشالح الاشورية. وفي بعض النقود الرومية صور مقلوبة تمثل نعامة تسير الي الشمال والكلب يهم بها. وفي صور قدماء المصريين اشياء كثيرة تدل علي استخدامهم النعام في كثير من المهام. ورد في كتب التاريخ اقاصيص عن حسن تخلص النعام في الحروب مما يرجع الفضل فيه لشكلها لانها تشبه الطاير وتشبه ذوات ال اربع ولها من كل فصيلة من هذه الفصايل احسن ما فيها. وكان لريشها اثر واي اثر في اساطير وادي النيل لم يصل اليه الجعلان ولذلك نري من جملة الجُزي التي كان الفراعنة يضربونها علي سكان الحبشة جزية وافرة من الريش وبيض النعام زيادة علي ما كانوا يفرضونه عليهم من خرايط التبر. + +يقول هورابولون ان المصريين كانوا يمثلون للرجل العادل بريش النعام بدعوي ان هذا الطاير هو الوحيد من بين الطيور في تساوي ريشه. ولذلك امثلة كثيرة في تاريخهم القديم. وتري في الخط الهيروغليفي ان ريش النعام اشارة الي صوتين مختلفين (ما وسو )فيستخدم الاول لكتابة الحقيقة. ويفهم من مغزي الفلسفة المصرية ان معني (ما )العدل فمن ثم كانت ريشة النعامة رمزاً الي ربة الحقيقة والعدل. + +تري هذه الريشة التي تمثل الحقيقة والعدل ماثلة احياناً وقد جعلت راساً لجسد امراة وكثيراً ما تظهر في صورة رشيقة متجلببة برداء ضيق وقد جعلت في ذراعيها وكاحليها اساور وفي احدي يديها اشارة الحياة وفي الثانية صولجاناً تريد بذلك الحقيقة والعدل. وكثيراً ما كنت تري امثال هذه الصور ماثلة بعضها اما بعض وقد + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_18.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_18.txt new file mode 100644 index 000000000..5fb7149b7 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_18.txt @@ -0,0 +1,3 @@ + [...] + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_19.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_19.txt new file mode 100644 index 000000000..e131348b4 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_19.txt @@ -0,0 +1,7 @@ + [...] + +# الشعر العربي + + [...] + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_2.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_2.txt new file mode 100644 index 000000000..4f2e8728b --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_2.txt @@ -0,0 +1,9 @@ + +وبعد فقد قضي المقتبس عامه الاول وهو اليوم في فاتحة عامة الثاني يدبّ ويدرج. حرص - ولا يزال يحرص - علي الانتفاع بنصح العقلاء. ونقد الجهابذة الفضلاء. وارشاد المنزهين عن الاهواء. بما يوهله الي السير علي سنة النمو والارتقاء. ولكل عمل عمره الطبيعي لا مندوحة من قضايه. والنتايج ابداً بالمقدمات مقرونة. واذا جاز الفخر فيحق لهذه الصحيفة ان تفاخر بانها قامت بموازرة العالمين والمفكرين. لا بمعونة الكبراء والموسرين. ولذلك فُرض عليها ان تشكر ايادي المتوفرين علي امدادها من معين دروسهم وابحاثهم اضعاف اضعاف ما تشكر لغيرهم. + +وستظل ابحاثها علي ما كانت عليه مع اشباع الكلام اكثر من ذي قبل في معظم ما تخوض عبابه من الموضوعات وتنشر في كل جزء رواية او قصة او افكوهة تروّح عن النفس بعد تلاوة العلميات والادبيات وذلك عملاً بما اقتضاه منا جمهور من القراء. فنلتزم كل مرة فتح باب نفاضة الجراب وكنا نود ان لا نعود اليه موتمرين بامر بعض الاكابر لولا ان ثبت لنا بالاختبار ان الجدَّ البحث لا يروج بين ابناء الغرب وهم في تهذيبهم واستنارتهم ما هم فما بالك في هذا الشرق وهو ما هو. + +ومما وضعته هذه المجلة موضع العمل بعد الان ان لا تعطي من عندها القاباً علمية وان تقتصر علي الالقاب الرسمية فتورد اسم المعاصر كما تذكر العالم الغابر وتدعو الشرقيَّ باسمه كما تدعو الغربيّ وفي ذلك تخفيف علي القراء واقتداء بالقدماء من اسلافنا الاقدمين وحملة لواء العلم والحضارة من الغربيين المحدثين والله ولي الهداية. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_20.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_20.txt new file mode 100644 index 000000000..d7781daa7 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_20.txt @@ -0,0 +1,45 @@ + +ذكرت حديث الهوي برهة وانسيت نفسي ذاك الحديثا + +ومازلت فوق ظهور المطي طوراً سميناً وطوراً غثيثا + +الي ان بلغت قصاري المني وعدت لكل علاء وريثا + +ونلت الذي لم تصله الظنو ن مجداً اثيلا وعزاً اثيثا + +وادركت غاية ما يرتجي وحزت قديم العلي والحديثا + +واصبحت بين الملا مفرداً اجير طريد الليالي الكريثا + +افرج كربة كل امري اتي بي من دهره مستغيثا + +انا من تشير اليه البنا ن ظعيناً اذا ما يري او لبيثا + +تحط باثقالها المكرما ت حيث يحط الامون الدلوثا + +نجايب عزم اذا ارقلت تركن الحزون اباطح ميثا + +متي تحتلبها تجد عندها لبون الخطوب شطوراً ثلوثا + +من القوم عهدهم لم يزل وثيقاً وعهد سواهم نكيثا + +اذا ما دعوا للندي والكفا ح هبوا اسوداً وسالوا غيوثا + +ليوث وغيً انجبوا للعلي ليوث وغي تسترق الليوثا + +فكم اصلحوا للوري فاسداً وذادوا الليالي عن ان تعيثا + +تمني السماء وجوزاوها ببوغاء ارضهم ان تلوثا + +ترحل الي العز يا ابنه وترض في دار هون مكوثا + +وخذها معتقة من علي تريك لدي المزج نوحاً وشيثا + +ولا تخدعنك وجوه الوري وكن للسراير منها نبيثا + +لكم من فتي خلته طيباً فالفيته بعد ذاك خبيثا + +القاهرة عبد المحسن الكاظمي + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_21.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_21.txt new file mode 100644 index 000000000..c35207438 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_21.txt @@ -0,0 +1,31 @@ + + +# حكم وخواطر + + +كتبت منذ سنوات في المجلة المصرية بعض جمل وخواطر سنحت لي يوميذ منها ما تحديث به مناهج الحكماء ومنها ما ذهبت به مذاهب التعريض والايماء الي معانٍ عصرية ومقاصد سياسية فاستحسن بعضهم تلك الجمل واستشهدوا بها ووجد في بعضها قوم اغلاقاً ولم يدركوا جميع مراميها فقصدت ان اجرب هذا النمط مرة ثانية لا لانني مخترع شيياً بل لاني مجدد اسلوباً اذ ان المعاني وان كان اكثرها قديماً فلابد لها في كل عصر من زي يلايمه ولكل زمن لغة ولكل عصر بلاغة. + +قرايح الرجال كمعادن الجبال لا تظهر القرايح الا بالاختيار كما لا تعرف المعادن الا بالاحتقار + +ما حث مطايا التقدم مثل مناخس الانتقاد + +اذا تاخر بالانسان مركب الحياة تمني مهب الحوادث + +حملة العاقل في راسه وجملة الجاهل علي ظهره + +الفضل دنبٌ يذنبه الفاضل الي اهل النقص فليكفّر عنه بالتواضع + +ربَّ ملولٍ من العمل لو ارتاح ملَّ اكثر + +قد يفيد السلب كما يفيد الايجاب واحياناً ينهض بالمرء النقص ما لا ينهض به الكمال + +قد يكون ما يُجدي العدو بعداوته بوزن ما يفيد الصديق بصداقته وكم عداوة اكسبتك محابّ + +المتكبر ممقوت ولو اخرج الحق من جنبه والمتواضع محبوب ولو لم يتب من ذنبه لانه مهما يكن من فضيلة فان الكبر ينسفها ومهما يكن من نقيصة فان الاقرار يخففها + +احسن مركز للعدو العاقل العدل في غير لين والادب في غير خضوع + +بعض الناس يداوي العداوة بالظلم وبعضهم يعالجها بالذل وكلاهما يزيد الداء + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_22.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_22.txt new file mode 100644 index 000000000..96265286c --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_22.txt @@ -0,0 +1,35 @@ + +قد تقع الندامة علي العجلة بالخير كما تقع علي العجلة بالشر وربما كان الندم علي المعروف مع غير اهله انكي من الندم علي الجزاء في غير اهله. + +الصادق اشد الناس دهاء لانه يصل الي جميع مقاصده من اخصر الطرق ويعبر الي النجاة علي جسر الاعتقاد + +اذا كان العامل عالماً كان اذاً العالم عالماً (العامل الاول هو الوالي ) + +اذا كان الملك حكيماً فمملكته هي المدينة الفاضلة لا تظنن العالم الشرير عالماً لان العلم الذي لا تطهر معه النفس هو كالماء الذي لا يطهر من النجس + +جميع الخلايق مفترسة لكن بعضها ياكل بالاسنان وبعضها ياكل باللسان + +ليس المهذب من لا تجد له عدواً بل المهذب من لا تجد عليه طاعناً بحق + +اكثر ما يمتدح العدو عدوه في موطن الحملة عليه + +اذا ضعف زرع القلب انبت زوان الكذب علي اسلة اللسان + +اذا قدرت فاصفح لان علو المقام كافٍ في الانتقام + +ما اقبح الهجوم بالمُعوِر والسباق بالمقصّر واثارة العداوات بمخروق الستر + +الثناء نبتُ شايك لا يُجتني الا بادماء الاصابع والراحة لصٌّ هارب لا يمسك الا بهجر المضاجع + +اذا انعمت بنعمة وجحدها جاحد فلا تذكرها لان سكوتك عن المنّ اكرم من كرمك بالمنة + +اكبر الرجال في عيني من كان فعله اكثر من قوله وباطنه خيراً من ظاهره + +ضدان لا اصعب من اجتماعهما لدي المرء ضيق الرزق وسعة العقل + +لا تنتقم لنفسك مثلما ينتقم لك الدهر وقد يزيد علي ما كنت تريد + +ما عاض من المال مثل العقل ولا سدّ هوّة الفقر مثل الشرف ولا قصف غصن + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_23.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_23.txt new file mode 100644 index 000000000..5091b119e --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_23.txt @@ -0,0 +1,27 @@ + +الفضيلة مثل ريح الدعوي ولا جدع انف الاصالة مثل دنس العرض والاصيل الطاهر اولي بالعشق من الجميل الباهر. + +مناط الحساب العقل وعلي قدر عقل الخصم يكون انفعال خصمه منه + +لا يغلبك في خصام مثل المجنون لانه محكوم له من الجميع من اول جلسة + +الصداقة امانةٌ وجدير بالامانة التي ابت حملها الجبال ان لا تعرض الا علي اقوياء الرجال + +اسعد حالات الصداقة ان يتوازن الحسن والحب وان تتساوي درجات الاعتبار في العقل مع جرات الايتلاف بالقلب + +يجب ان يصوَّب الصواب ولو خاب صاحبه وان يخطّا الخطا ولو فاز راكبه لان الصواب للنجاح اساس وما جاء خلاف ذلك فعلي خلاف القياس + +كل عهدٍ لازمٌ ذمة صاحبه الا في الشر فالنقض حلال ما اعجب الا ممن يتعرض للنوافل وهو غير متمم للفروض وممن يتصدي للمكارم وهو غير مود للحقوق وممن ياخذ طريقة رفاعية او قادرية وهو مقصر في نفس الاسلام + +من اغرب ضروب الحسد ان العين تتجمد لجاهك ولو كنت محسناً وتسيل لبوسك ولو كنت مسيياً + +ليس معني التعنت في اختيار الصديق النفور من الناس او التقطيب في وجوه الجلاس اذ بين الصداقة والموانسة درجات فموانسة الجميع لباقة وكياسة ومصادقة الجميع حماقة وخساسة + +لا يمكن الانسان ان يحب من لا يحترم ولكن ربما اتخذ من لا يحترم وسيلة لقضاء حاجته وشتان بين المحبة والمصانعة + +لا يجب الاتكال علي الكبار في تجويد الاعمال العامة بسبب علو مر بهم لان غلط الكبير يكون كبيراً ولان علو المركز يحول دون التدقيق + +بقدر حظك من الدنيا تقسو عليك القلوب وعلي درجة علوك تنظر شزراً اليك العيون + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_24.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_24.txt new file mode 100644 index 000000000..4f651c406 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_24.txt @@ -0,0 +1,25 @@ + +لو كانت قيمة كل امري ما يحسنه حقاً لخسف المقام بكثير من كبار الارض + +الشهادة الحسنة بحق العدو احبولة التصديق عند الذم + +الجهل البسيط اول درجات العلم وخيرٌ للانسان ان يقيم بالعراء من ان يقيم بالبناء الساقط + +يستريح المرء من الصدوق لانه يركن الي كلامه كله ومع الكذوب لانه لا يقبل شيياً من جدّه ولا هزله وانما كان التعب مع المتوسط هذا الذي لا يُدري متي يصدق ومتي يكذب + +ما من خير محض ولا من شر محض ولا من حال تضر من وجهين + +قيمة الشيء الحاجة اليه فالثلج قيمته حمله والحجر ثمنه نقله وكم تراب هو ذهب وكم عودٍ يستطرف وهو في ارضه حطب. + +اذا طال البوس علي امري تمني التبديل لان بالتقلب علي الجنبين راحةً للعليل + +التواضع ستّار كل العيوب والخضوع ملينُ لاقسي القلوب + +لا تفرط في تشهي امر فربما صار حلوه علقماً والت راحته الماً وجنيت من كثرة التمني ندماً + +كثرة التسهيل في الاول تورث كثرة التعقيد في الاخر. + +بيروت شكيب ارسلان + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_25.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_25.txt new file mode 100644 index 000000000..887596c32 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_25.txt @@ -0,0 +1,17 @@ + + +# اميركا امريكا وعلماء العرب + + +كانت اميركا امريكا مجهولة عند ابناء القرن الخامس عشر بدليل ان المورخين في ذلك العهد لم يذكروا عنها سوي اخبار اكتشافها في اواخر ذلك القرن غير ان كلام ايراتوستينيس واسترابون اليونانيين اللذين عُنيا بفن الجغرافيا بنحو ٢٠٠ سنة ق. م. يستدل منه علي ان القدماء كانوا يتحدثون بوجود قارة مجهولة في ايامهم. + +ولقد اهتم الخليفة المامون بن هارون الرشيد السابع من خلفاء بني العباس عام ٨٣٣ للميلاد بعلم الجغرافيا في جملة ما اهتم به من اصناف العلوم فكان من ذلك انه اشتغل في هذا الفن عدد من علية علماء العرب في دار الخلافة وانتشرت معرفته من تلك المدينة الي معظم البلدان بعد ان درست اثاره وطمست اخباره في القرون المتوسطة في اوروبا. + +ولم يقتصر علماء العرب اذ ذاك علي جمع ما بقي من اقوال علماء اليونان والرومان في هذا الفن بل جدوا في اكتشاف بلاد مجهولة في ايامهم وتخطيطها فذهب فريق منهم سنة ٩٠٠ للمسيح الي الشرق الاقصي من القارة الاسيوية ومضي فريق اخر الي القارة الغربية. ولو لم يثبط عزايمهم امير الجزيرة التي بلغوها بعد ٢٤ يوماً من سفرهم من لشبونة من بلاد البرتغال الي الغرب لكانوا اول من اكتشفوا اميركا امريكا . + +وبعد فقد ظل هذا الفن مجهولاً في اوروبا حتي اواخر القرن الرابع عشر للميلاد ولذا بقيت القارة الامريكية واستراليا والجهات الشمالية من اوروبا والجهات الشرقية من اسيا مجهولة في تلك البرهة الطويلة. ومن الحروب والفتوحات ما يبعث علي يقظة العباد والبلاد وهبوبها من رقاد الانحطاط فقد حدث ان طرد السلطان صلاح الدين الايوبي عام ١١٨٧ م الصليبيين من سورية فعاد هولاء الي المغرب بعد سبع حملات حملوها علي المشرق حاملين معهم ما اكتسبوه من علوم العرب وكتبهم واخذوا + + +# notes + +[^1]: ؟؟ هناك. . . . \ No newline at end of file diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_26.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_26.txt new file mode 100644 index 000000000..dfb810d8f --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_26.txt @@ -0,0 +1,7 @@ + + [...] + +فلاعجب [...] + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_27.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_27.txt new file mode 100644 index 000000000..e2cbd9957 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_27.txt @@ -0,0 +1,7 @@ + +سميت [...] + +الولايات المتحدة . اوماها . نبراسكا . يوسف جرجس زخم + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_28.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_28.txt new file mode 100644 index 000000000..c3c703b19 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_28.txt @@ -0,0 +1,45 @@ + + +# الارض + + +خبر في الارض اوحتهُ السما لاولي العلم برسل الفكر + +انَّ هذي الارض كانت اولا ما تري بحراً بها او جبلا + +او سهولاً او ربيً او سبلا او رياضاً زهرها الغض نما + +من سحاب جادها بالمطر + +انما كانت كتلك الاخوات من نجوم سايرات دايرات + +حول شمس هي احدي النيرات كنَّ من قبل عليها سُدُما + +كتلةً واحدة في النظر + +ثم بعد انفصلت من ذا السديم قطع منها صغير وجسيم + +ضمن افلاكٍ بها الدور تديم فاستقر الكل فيها انجما + +حول غير الشمس لم تستدر + +اولاً نبتون منه انفصلا ثم اورانس يهدي زحلا + +ثم للمشتري مريخ تلا ثم هذي الارض فالزهرة ما + +بعدها غير اخيها الاشهر + +واخو الزهرة بالشمس اقتدي ولها اقرب سيارٍ غدا + +وهي سارات خلفه طول المدي فامام الارض ذات انتظما + +خلفها المريخ ثم المشتري + +ارضنا كانت لظيً مشتعله مذ من الشمس غدت منفصله + +لم تزل في دورها منتقله كتلةً فيها اللهيب احتدما + +وهي ترمي في الفضا بالشرر + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_29.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_29.txt new file mode 100644 index 000000000..b959feabe --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_29.txt @@ -0,0 +1,45 @@ + +كان فيح النار منها مصعدا وهجاً في الجو عنها مبعدا + +حيث لا يمكن ان ينعقدا فوقها منه بخارٌ ديما + +هاطلات بالحيا المنهمر + +بقيت حيناً وهذا امرها وهي بالاشعاع يخبو حرّها + +وانثني يبرد من ذا ظهرها فاكتست قشراً يحاكي الادما + +واستمرت بطنها في سعر + +ثم قد صار علي مر الزمان قشره يغلظ اناً بعد ان + +بيد ان النار عند الهيجان قد اعادت قشرها منخرما + +بصدوع مدهشات البصر + +شخصت اطراف هاتيك الصدوع بجبال شمخت منها الفروع + +ولها في العين اشكال تروع تقذف الافواه منها حُمما + +صار منهن ركام الحجر + +حصلت من قذف هاتيك المواد حيث يجمدن جبال ووهاد + +وركاز وصخور وجماد بعضها دقّ وبعض عظما + +وهو صلب الجسم صعب المكسر + +وهناك انعقدت فيها الغيوم من بخارٍ كان في الجو يعوم + +ردّه البرد مياهاً في التخوم فجري السيل عليها مفعما + +كل غور فوقها منحدر + +عمها السيل فغطي حين سال سطحها مجترفاً منها الرمال + +فطما الماء ولكن الجبال شخصت في الماء لما ان طما + +وعلت كالسفن فوق الابحر + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_3.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_3.txt new file mode 100644 index 000000000..691e173bb --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_3.txt @@ -0,0 +1,23 @@ + + +# صدور المشارقة والمغاربة + + + +## قطب الدين الشيرازي + + +سليم افندي البخاري + +هو القاضي قطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي كان اماماً مبرزاً في عدة علوم مثل العلم الرياضي والمنطق وفنون الحكمة والطب والاصول وله عدة مصنفات وفضايله مشهورة. كان مولده بمدينة شيراز في صفر سنة اربع و ثلاثين و ستماية وتوفي بتبريز سنة عشر و سبعماية فتكون مدة عمره ستاً وسبعين سنة وسبعة اشهر ملخصاً عن تاريخ ابي الفدا وقال ابن الوردي انه توفي وهو في عشر ال ثمانين وكان غزير العلم واسع الصدر حسن الاخلاق وجيهاً عند التتر وغيرهم ثم قال في رثايه: + +لقد عدم الاسلام حبراً مبرزاً كريم السجايا فيه مع بعده قرب + +عجبت وقد دارت رحا العلم بعده وهل للرحا دور وقد عدم القطب + +وقال الشيخ طاهر الجزايري في كُنَّاشه وقفت علي كتاب من تراجم اناس من المشهورين جمع الامام العلامة نجم الدين ابي الخير سعيد بن عبد الله الدهلي البغدادي وفيه ترجمة القطب الشيرازي وهي ناقصة في النسخة فاثبتها علي ما وجدتها اعتناءً بهذا العلامة الاوحد: ومنها كتاب اقليدس وهو باللغة الفارسية ايضاً صنفه باسم البرواناه وزير الروم + + +# notes + +[^1]: ملخصة عن رسالة استنسخها شكريافنديالعسلي من رسالة كتبت بخط سليمافنديالبخاري من علماء دمشق \ No newline at end of file diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_30.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_30.txt new file mode 100644 index 000000000..54e246455 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_30.txt @@ -0,0 +1,45 @@ + +غمر الماء به ما غمرا ثم خلّي بعضها منحسرا + +محدثاً في السطح منها جُزُرا انزل الماء بها ما حطما + +من طفال وحتات المدر + +بسيول الماء كم فيها ارتكم من رمال رسبت فيها اكم + +ولكم خدَّت اخاديد وكم قد بنت من طبقات علما + +نضدت فيه صفيح المرمر + +ثم صارت وهي من قبل موات تصلح الاقطار منها للحياة + +فانبرت تنبت في البدء النبات ثم ابدت من قواها النسما + +وارتقت فيها لنوع البشر + +فغدت اذ ذاك تزهو بالرياض وبها الادواح تنمو في الغياض + +ثم ترميها اكف الانقراض بانحطام حيث تمسي فحما + +حجرياً بمرور الاعصر + +من حطام الخلق في الارض هضاب كونتهن اكف الانقلاب + +ما تراب الارض والله تراب انما ذاك حطامٌ قدما + +من جسوم باليات الكسر + +كم علي الارض رفات باليات من جسوم طحنتها الدايرات + +فاحتفر في الارض تلك الطبقات تجد الانقاض فيها رمما + +هي للاحياء او للشجر + +كل وجه الارض للخلق قبور خفف الوطء علي تلك الصدور + +والعيون النجل منهم والثغور انما انت ستفني مثلما + +قد فنوا والموت دامي الظُّفُر + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_31.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_31.txt new file mode 100644 index 000000000..bb31746c3 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_31.txt @@ -0,0 +1,47 @@ + +ظلت الارض علي كر الدهور تبحر الاجبُل فيها والبحور + +فوقها تُجبل والماء يغور وعلي ذاك استدل الحكما + +بجبال السمك المستحجر + +علماء الارض لم تبرح تري حيوان البر لما دثرا + +منه في الابحر ابقي اثرا وكذا في البر الفي العلما + +اثراً من حيوان الابحر + +كل ما في الارض من قفرٍ وبيد وجبال شهقت فوق الصعيد + +عن زهاء الربع منها لا يريد وسوي ذلك منها انكتما + +تحت ماء البحر لم ينحسر + +في صعيد الابحر المنغمس مثلُ ما يوجد فوق اليَبَس + +من جبال ناتيات الاروس ووهاد تستزل القدما + +ورُبيً مختلفات القَدَر + +ما نري اليوم من الماء الحميم والبراكين التي تحكي الجحيم + +ومن الزلازل ذي الهول العظيم دل ان الارض فيما قُدما + + ذات جرم ذايب مستعر + +كل ما كان بحال السيلان فهو يغدو كرة بالدوران + +وكذاك الارض في ماضي الزمان كروياً قد غدا ملتيما + +جرمها من سيلان العنصر + +ثم ان الارض من قبل الجمود ولدت منها وليست بالولود + +قمراً دار عليها بسعود وجلا في الليل عنها الظلما + +فهي بنت الشمس ام القمر + +بغداد معروف الرصافي + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_32.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_32.txt new file mode 100644 index 000000000..3b3d38b0b --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_32.txt @@ -0,0 +1,13 @@ + + +# نبا من الصين + + +كان لانتصار اليابانيين علي الروس رنة فرح في الصين والهند فاعتبرت الصين بهذه الحرب وتنبه في ابنايها شعور الوطنية وراحوا بعد ان كانوا يفزعون من العُدد الحربية التي هي ادوات التمدن الاوروبي ينزعون عنهم لباس الخوف وتابي نفوسهم الاستسلام للبيض علي نحو ما كانت حالهم منذ قرون وقلما اُثر في الماضي عن الصينيين انتقاض او ثورة علي الاجانب بل كانوا ابداُ يحتقرون برابرة الغرب في سرهم ويعتبرونهم دونهم من حيث الذكاء والمدنية. اما الان وقد اثبتت الجيوش اليابانية لاهل الجنس الاصفر ان ما اقامه الاوروبيون من العقبات في سبيلهم يمكن تذليله فقد نفضت الصين عنها غبار الكسل واطرحت الجبن جانباً وهبت من سباتها عازمةً ان تشترك في الجهاد الزمني الذي يتمخض به الجنسان الابيض والاصفر ولم تكن الحرب اليابانية الروسية الا امارة من اماراته ومقدمة من مقدماته. + +تالف في الصين حزب يطالب بالاصلاح فارادت الحكومة بادي بدء ان تحل عراه مخافة ان يكون مبتسراً فلا تجني البلاد منه غير توطية السبل للاغيار من الاوروبيين ولكنها عادت فتركته وشانه فكثر اشياعه لكثرة انتشار الافكار في مملكة ابن السماء بانه لا امان من تقسيم الاوروبيين او الاذلال بيد اليابانيين الا اذا صلحت حالها ولذلك انضم الي حزب (كانغ يو واي) المصلح الشهير كثير من العمال الذين يخشون علي بلادهم من التمزق. وما لبثت الافكار الجديدة ان سرت الي بلاط امبراطورة الصين بفضل بنات سفير ابن السماء في باريز يوكانغ اللايي تهذبن احسن تهذيب فاختارتهن الامبراطورة نديمات لها فاغتنمن هذه الفرصة وانشان يوثرن حتي في الامبراطورة نفسها. + + +# notes + +[^1]: من مبحث ل أحد علماء الفرنسيس في المجلة الباريسية \ No newline at end of file diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_33.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_33.txt new file mode 100644 index 000000000..77a73c278 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_33.txt @@ -0,0 +1,9 @@ + +وانك لتري اليوم الامبراطورة - وهي صاحبة الصين من اقصاها الي اقصاها - بعد ان كانت منذ خمس سنين بعيدة كل البعد عن الافكار الحديثة وكانت عزلت ابن اختها عن الحكم لانه ظهر انه مماليٌ لحزب الاصلاح قد اخذت اليوم تدخل بذاتها في طريق الاصلاح وعزمت كل العزم ان تنظم مملكتها وانشا مستشاراتها العارفات علي ما فيهن من حذق ودربة يقنعنها بما تصير اليه المملكة من الدمار اذا تُركت وشانها لان المطامع محدقة بها. فاي مسوولية تلحق الامبراطورة وباي وجه تقابل اجدادها بعد موتها اذا هي غادرت المملكة السماوية نهب ايدي الناهبين ممزقة كل ممزق. + +وينسب وصول حزب الاصلاح الي غاياته لاوليك التلاميذ الذين يتلقون العلم في المدارس خارج بلادهم وخصوصاً لمن يدرسون في كليات اليابان وكلهم يد واحدة في محاولة اصلاح بلادهم ذاك الاصلاح الذي به اصبحت اليابان مملكة مغبوطة مرهوبة الجانب والباس وان كثيرين من هولاء التلاميذ ينزعون الي الثورة ويريدون ان يقطعوا كل صلة مع الماضي وان يقيموا علي انقاضه اساس ملك جديد يتمكن من ضبط قياد الصفر عامة بيده. وكان من نتايج اعمالهم الشريفة ان انبث هذا الفكر علي التدريج في عقول اربعماية مليون نسمة من سكان الصين وانشاوا صحفاً باللغة العامية اخذ منشيوها ينقدون احوال المملكة السماوية ويطالبون بتغيير ادارتها ويحملون الحملات المنكرة علي كل عامل يقف في طريق الاصلاح ويناوي سياسته غير مبالين بما قد ينتج لهم ذلك من العذاب الشديد احياناً. + +ولم يتخلف النساء ايضاً عن الاشتراك في هذه الحركة اذ كان لهن من بنات الوزير نديمات الامبراطورة المشار اليهن اعظم مثال ينشطهن ويحتذين مثاله فاسسن مدارس لبنات الحكام واسست الامبراطورة من مالها الخاص مدرسة خاصة لتهذيب بنات موظفي قصرها. وكانت المراة الصينية الي هذا العهد تعيش في جهالة جهلاء وحالها + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_34.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_34.txt new file mode 100644 index 000000000..892cbad98 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_34.txt @@ -0,0 +1,11 @@ + +نسق واحد مزوجة كانت ام عازبة لا تتخلل حياتها سلوي ادبية. وان كانت من الغنيات تمتاز بانقطاعها عن كل عمل عن نساء الشعب. اما اليوم فقد تغيرت حالها بالمرة فان الفتيات الصينيات يذهبن الي الكليات اليابانية ينجزن فيها دروسهن مع التلاميذ الصينيين. واصبحت تطبع مجلات خاصة بالنساء وذلك في المدن الصينية الكبري وتصدر كتب حديثة تبحث في شات المراة الصينية. + +وكانت الامبراطورة اصدرت امراً سنة ١٩٠٢ تنصح به لقومها ان يبطلوا عادة تعصيب الارجل لتكون صغيرة في الكبر فعادت اليوم تلغي هذه العادة البربرية راساً بسعي مرسلي البروتستانت فتالف جمعيات لهذا الغرض اخذ اعضاوها علي انفسهم ان يتركوا ارجل بناتهم بدون تصغير ويمنعوا اولادهم من التزوج بزوجات ضُغطت ارجلهن في صباهن حتي صغرت. وهذه النهضة النسايية من الادلة علي انقلاب حالة الصين في الزمن الاخير اذ ما كان يظهر قبل عشر سنين ان تدخل امثال هذه الاصلاحات ويطرا مثل هذا التبديل في اخلاق سكان مملكة ابن السماء وعاداتهم. + +وكانت الامتحانات المدرسة القديمة تجمع كل مرة من ٢٥٠ الفاً الي ٣٠٠ الف مرشح بينهم بعض الشيوخ فمنذ سنتين انقلبت الحال وابدلت تلك الدروس الخطابية علي نصوص كونفوشيوس حكيم الصين والتمارين الصعبة في الانشاء التي كان يكفي للمرء ان ينجح فيها حتي يعين عاملاً او مهندساً او قايداً او طبيباً او قاضياً او امير بحر الي اخره. + +وقد وضع الفاحصون في الامتحانات الاخيرة بامر الامبراطورة مسايل لم يعهد مثلها للمرشحين من التلاميذ ربما لا تجرو الكليات الفرنسية ان تضع مثلها واليك سوالين منها: هل يحسن التمدن الاوروبي ام لا يحسن بامة لم تحصل عليه فقد اصبحت يابان دولة من الطراز الاول بقبولها له وعلي العكس في مصر فانها سقطت تحت نير انكلترا لما ادخلت اليها التمدن الغربي فماذا يستنتج الطالب من ذلك للصين. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_35.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_35.txt new file mode 100644 index 000000000..5b5d3448b --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_35.txt @@ -0,0 +1,7 @@ + +والسوال الثاني: اي الطرق المشروعة تعمد اليها الصين لتكره الولايات المتحدة علي الغاء القوانين التي تقيد الصينيين عن الهجرة الي امريكا. + +ولقد اوقع رخص اجور العملة الصينيين ومنازعتهم للعملة الامريكيين بلاد الولايات المتحدة في حيص وبيص فاصبح العامل منهم لا يكسب قوته الا بشق الانفس ففقدت بذلك ملايين من الريالات ولم يكتفوا بذلك بل حالوا دون البضايع الامريكية وتصريفها في مصارف الصين. وفي العام الماضي قضوا علي التجارة الصينية في اقليم مغوليا وقد درست البعثة التي انفذتها الصين الي اوروبا ما ينبغي لامة متحضرة من الاوضاع السياسية والمدنية لتكسر الصين قيود التقليد بعد ان كانت قروناً ترسف فيها وتصبح الصين ولها دار ندوة وابنها يعرف الانتخاب بعد ان ظلت عشرين قرناً في حروب وغارات متواصلة ومذابح لا نهاية لها كان الصينيون اذا لم يتحاربوا في خلالها بعضهم مع بعض يلتقون مع القبايل الرحَّل في الشمال والسيتين والهونسيين والاتراك والتتر وقد نسي الصينيون منذ ميتي سنة ما كانوا يمتازون به من الشجاعة وذلك علي عهد اسري مانشو الحاكمة الان وما لقنتهم اياه من الاستكانة وحببته الي قلوبهم من السلم واحتقار السلاح وحمله. بيد ان ظفر اليابان الاخير اضرم في قلوبهم حب الغارة وعادة اليهم شجاعتهم السالفة واخذت الصين تعد لها جيشاً وطنياً تستعين به علي دفع الطواري نظمته علي النسق الاوروبي وهو يبلغ اليوم مية الف جندي متخرجين علي يد ضباط المان ويابان. وسيصبح عدد جيشها بعد خمس سنين خمسماية الف جندي منظم. وقد سلب حكام الولايات امتيازاتهم الحربية ومن شكا منهم ذلك عُزّر وغُرّم غرامة تصرف في التجهيزات الحربية. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_36.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_36.txt new file mode 100644 index 000000000..4e88e0266 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_36.txt @@ -0,0 +1,17 @@ + + +# مطبوعات ومخطوطات + + + +## عقلاء المجانين + + +مهما اختلفت التقلبات علي العقل البشري لا تزال مادة خواطره واحدة علي تباين الاعصار والامصار. فما يجول في افكار ابناء هذا العصر الجديد من الموضوعات قد جال في خيال اهل القرون الخالية. وما كل ما اخترع اليوم واستنبط كُشف سرّه في جيل او قرن بل ان التصورات تكاد تكون واحدة وان اختلفت ضعفاً وقوة وكل ما يبهرنا من اسباب الحضارة هو عمل قرون كثيرة. + +من كان يظن ان بعض سلفنا خطر له ان يُطرف ابناء عصره بكتاب في نكات المجانين وحكم البله والمتبالهين. هذا المصنف هو للعلامة الثبت الناقد الحجة الرحلة ابي القاسم الحسن بن حبيب المفسر النيسابوري بداه بمقدمة في الجنون وما ورد فيه في الكتاب العزيز وما احتالت به قريش علي الرسول صلوات الله عليه من نسبته الي الجنون لما دعاها الي الحق شان كل قبيل ينسب للجنون كل عاقل يخالف قوله وفعله ما هو فيه وتوارثه بالتقليد الاعمي. + +قال المولف: لقد سالني بعض اصحابي عوداً علي بدء ان اصنف كتاباً في عقلاء المجانين واوصافهم واخبارهم وكنت اتغامس عنه الي ان تمادي به السوال فلم اجد بداً من اسعافه بطلبته واجابته الي بغيته تحرياً لرضاه وتوخياً لهواه وكنت في حداثة سني سمعت كتباً في هذا الباب مثل كتاب الحافظ وكتاب ابن ابي الدنيا واحمد بن لقمان وابي علي سهل بن علي البغدادي رحمهم الله فوقع كل كتاب منها في جزءٍ ما يقارب + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_37.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_37.txt new file mode 100644 index 000000000..4e3f5a81c --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_37.txt @@ -0,0 +1,23 @@ + +جزءاً تتبعتها وتيقنتها وضممت اليها قراينها وعزوتها الي اصحابها والفت هذا الكتاب علي غير سمت تلك الكتب وهو كتاب يكفي الناظر فيه الترداد وتصفح الكتب وارجو اني لم اسبق الي مثله. + +ثم ذكر المولف اصل الجنون واسماء المجنون في اللغة اورد منها الاحمق واستشهد بقول الشاعر: + +سبحان من نزَّل الاشياء منزلها وصير الناس مرفوضاً ومرموقا + +فعاقل فطن اعيت مذاهبه وجاهل حمق تلقاه مرزوقا + +ومنها المعتوه والاخرق والمايق والرقيع والمرقعان واستشهد بقول عبيد الله بن عبد الله: + +وما الناس الا وعاة العلوم وسايرهم غنم في قطيع + +وانا بلينا ببله حمير ومحنة دهر رفيع رقيع + +ومنها الموسوس والانوك والبدهة والذولة والموتة والعرهاة والاولق والمهوس واللهلباجة واللكع والجذب والهجاجة والرشاع ثم ذكر الامثال المضروبة في الحمق والحمقي فمنها قولهم تحسبها حمقاء وهي باخس اي انها مع حمقها تظلم غيرها. ومن امثالهم احمق بلغ اي انه مع حمقه يبلغ حاجته ومن امثالهم فيه خرقاء ذات نيقة اي انها حمقاء وهي في ذلك تتانق في الامور. ومن امثالهم احمق من رجلة وهي البقلة الحمقاء وحمقها انها تنبت في السروح ومسايل الاودية فيجيء السيل فيجرفها. ومن امثالهم انه لاحمق من ترب العقد والعقد عقد الرمل وحمقه انه ينهار ولا يثبت فيه الترب يضرب للذي لا يثبت ولا يستقر علي حال. ومن امثالهم انه لاحمق من دعة وهي امراة عمرو بن جندب بن العنبر ومن امثالهم احمق من الممهورة احدي حدمتيها (هما الخلخالان )وتقول العرب للمبالغ في الجنون مجنون ولبعض اصحاب الشافعي: + +جنون مجنون ول ست بواجد طبيباً يداوي من جنون جنون + +ومنها خامري ام عامر (كنية الضبع )ومنها انه لاحمق من العقعق قال ابن الكلبي + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_38.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_38.txt new file mode 100644 index 000000000..6e517613b --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_38.txt @@ -0,0 +1,21 @@ + +تقول العرب انه لاحمق من حماقة عقعق وذلك لانها تبيض علي الاعواد فربما وقع بيضها فانكر. والمجانين علي ضروب فمنهم المعتوه والممرور والممسوس والعاشق قال الاصمعي: لقد اكثر الناس في العشق فما سمعت باوجز ولا اجمل من قول بعض نساء الاعراب وسيلت عن العشق فقالت داء وجنون. وكانت العرب تقول الشباب شعبة من الجنون. + +وهنا تم القسم العلمي من الكتاب وبدا المولف يورد القصص والحكايات الكثيرة علي المجانين واشعارهم وذكر امثلة ممن اعتقد بدعة وارتكب كبيرة فادركه شومها فجنّ ومن جُنّ من خوف الله ومن تجانّ وتحامق وهو صحيح العقل وهم ضروب فمنهم من تعاطي ذلك ليري شانه ويستره علي الناس ومنهم من تحامق لينال غناء ومن تحامق ليطيب عيشاً ومن تحامق لينجو من بلاء وافة. + +ولم تخل هذه الحكايات من حكم وامثال لا يتاتي مثلها الا لارباب العقول واشعار لطيفة قلما تجدها فيما بين ايدينا من الكتب كقول علي بن محمد بن قادم. + +عذلوني علي الحماقة جهلاً وهي من عقولهم الذُّ واحلي + +لو لقوا ما لقيت من حرفة العل م لساروا الي الجهالة رسلا + +ولقد قلت حين اغروا بلومي ايها اللايمون في الحمق مهلا + +حمقي قايم بقوت عيالي ويموتون ان تعاقلت هز + +وذكر كثيراً من اخبار اويس القرن اول من نسب الي الجنون في الاسلام ومجنون ليلي وسعدون المجنون وبهلول وعليان وغيرهم. + +ومن حكاياتهم ان رجلاً الي بيمين ان لا يتزوج حتي يستشير ماية نفس لما قاسي من بلاء النساء فاستشار تسعة و تسعين نفساً وبقي واحد فخرج علي ان يسال اول من نظر اليه فراي مجنوناً قد اتخذ قلادة من عظم وسوّد وجهه وركب قصبة فاخذ رمحه فسلم عليه وقال: مسالة. فقال: سل ما يعنيك واياك وما لا يعنيك. فقلت: مجنون + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_39.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_39.txt new file mode 100644 index 000000000..93779d54f --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_39.txt @@ -0,0 +1,15 @@ + +والله ثم قلت: اني اصبت من النساء بلاء واليت ان لا اتزوج حتي استشير ماية نفس وانت تمام ال ماية . فقال: اعلم ان النساء ثلاثة واحدة لك وواحدة عليك وواحدة لا لك ولا عليك فاما التي لك فشابة طرية لم تمس الرجال فهي لك لا عليك ان رات خيراً حمدت وان رات شراٌ قالت كل الرجال علي مثل هذا واما التي عليك فامراة ذات ولد من غيرك فهي تسلخ الزوج وتجمع لولدها واما التي لا لك ولا عليك فامراة قد تزوجت قبلك فان رات خيراً قالت هكذا تجب وان رات شراً حنت الي زوجها الاول. فقلت: ناشدتك الله ما الذي غير من امرك ما اري قال الم اشترط عليك ان لا تسال عما لا يعنيك فاقسمت عليه فقال: اني رُشّحت للقضاء فاخترت ما تري علي القضاء. قلت: وقد فعل ابن الهيثم الرياضي الفيلسوف المشهور مثل هذا وترك الوزارة وتجانّ ليكون له حرية يتمتع بها في خدمة العلم. + +وقال الاصمعي: قال عمي: دخلت بعض احياء العرب فرايت شيخاً موسوساً يهذي وقد اجتمع اليه الناس فقلت: من هذا؟ فقالوا: حساس الموسوس لا يزال ينام ليله ونهاره وربما ينتبه فزعاً مرعوباً فيجلس ساعة ثم يصيح ويهيم علي وجهه ثم يعود الي نومه فبت ليلة هناك وهو علي الحال الذي وصفوه فلما اصبحنا اتيته فقلت: ما اسمك يا شيخ انت انوم من فهد مالك تنام دهرك فقال: النوم لا تبعة عليّ فيه وفي مجالستك ومجالسة اضرابك تبعات. قلت: واي تبعة عليك في مجالستي؟ قال: اشتغل بك عمن انشاني ثم انشد يقول: + +لقد اغنيت عن هذا السوال وعما انت فيه من المقال + +فان كنت الغداة تريد قولا فما فيه رضي مولي الموالي + +ثم عدا هايماً علي وجهه في تلك الرمال قايلاً: ما اكثر فضول اهل الحضر. + +قال الاصمعي: بينا انا ذات يوم عند والي الكوفة وهو يسالني عن اهل البصرة اذ اقبل مجنون بالباب يتكلم بالشعر فقال: ادخلوه فدخل فاذا هو رجل كانه نخلة + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_4.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_4.txt new file mode 100644 index 000000000..1daeead17 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_4.txt @@ -0,0 +1,7 @@ + +ومن جليل مصنفاته شرح كليات القانون في الطب لابن سينا وهذا الشرح لم تسمح قريحة بمثله لانه يشتمل علي خلاصة الشروح المصنفة لهذا الكتاب وهي عشرة شروح اجتمعت عنده مع تنقيحات لطيفة وزيادات غريبة من نتايج خاطره الغزيرة من كتب عزيزة الوجود قد لا يوجد مثلها الا في خزاين الملوك وسماه التحفة السعدية يعني باسم الوزير سعد الدين محمد الساوجي وزير الملك غازان وبعده اخيه (كذا )خربنده واتفق ان هذا الكتاب تم شرحه وسيره الي الوزير المذكور وفي اثناء هذه الحال توفي الشيخ قطب الدين ووقع الترسيم والتوكيل علي الوزير المذكور وطولب بالاموال وذلك في اذربيجان سنة عشر و سبعماية وقصد خربنده العراق والوزير صحبته لتحصيل المطلوب منه الي ان قتله ليلة السبت حادي عشر شوال سنة احدي عشرة بمحول قريب بغداد ومع ما كان فيه هذا الوزير من المضايقة رسم لقطب الدين جايزة هذا الشرح مبلغ ستة الاف دينار رايج عنها من الدراهم ستة و ثلاثون الف درهم وراجعوا الوزير سعد الدين في ذلك وعرفوه بوفاة الشيخ قطب الدين فقال الوزير انا لا اعود في هبتي وخصوصاً لمثله وفي مثل كتابه فاحضر جميع المال المذكور وجمع له ارباب الديون فقضي عنه ما كان عليه من الديون القديمة والحديثة التي كانت قد اجتمعت عليه مدة المرض وكان قد بقي مريضاً احد و خمسين يوماً وكان معظم نفقته في هذه العلة الصدقة علي الفقراء وعلي طلبة العلم وبقيت من المال بقية وزعت علي اولاده وخاصته وكان هذا الوزير قد انعم بهذه الجايزة وهو يوميذ تحت التوكيل وهو مطالب بالف كومار من المال منها عشرة الاف دينار روايج فانظر الي علو همة هذا الرجل وسعة نفسه وصدق اعتقاد. . . + +وكان له مع المشايخ الصالحين والصوفية المحققين اتصال حقيقي ونفس روحاني يرتاح اليهم في اوقات خلواته وصفاء مشروباته قال: وقد لازمت ذراه المحروس ثماني عشرة سنة فشاهدت معظم سيرته تشتمل علي الاخلاق الشريفة والفضايل الكاملة مع السخاء المفرط. كان لا يبقي علي شيء مما يحصل بيده لا في سفر ولا في حضر وكان اكثر + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_40.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_40.txt new file mode 100644 index 000000000..f6d7af364 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_40.txt @@ -0,0 +1,37 @@ + +سحوق نتن الاطراف موسوس فسلم علي الامير فرد عليه السلام وقال: من انت؟ فقال: اني انا ابو الشريك الشاعر من يسال عني فانا ابن الفاغر فقال الوالي: ما امدحك لنفسك!! فقال: + +لانني ارتجل ارتجالاً ما شيت يا من البس الجمالا + +قال الاصمعي: فقال لي الامير ما هذا مجنون فالق عليه ما عندك فقلت له ما الري؟ فقال: الريم فضل اللحم للجزار ينحره للفتية الايسار فقلت ما الحلوان فقال: + +اليس ما تعطي علي الكهانة والحر لا يقنع بالمهانة + +فقلت ما الدكاع فقال: + +ان الدكاع هو سعال الماشية والله لا يخفي عليه خافية + +قلت فما التوله فقال: + +عوذة عنق الطفل عندي توله وقد تسمي العنكبوت توله + +قلت فما الرفة فقال: + +الرفة البيت فسل ماشيتا لقد وجدت عالماً خرّيتا + +قال الاسمعي: فاستحييت من كثرة ما سالته فقال: قل ما الهلقس والسحساح والحل الرادح لا براح قلت: الهلقس الطمع الحريص والسحساح الذي لا يستقر في موضع والرادح المهزول فقال: + +ما انت الا حافظ للعمل احسنت ما قلت بغير فهم + +فقال الوالي: فحبذا كل مجنون مثل هذا ثم امر له بعشرة الاف درهم فلما قُدم اليه المال قال: + +اكل هذا هو لي بمرة تم سروري واعترتني شرة + + ثم اقبل علي الامير فقال: + +رِشت جناحي يا اخا قريش اقررت عيني واطبت عيشي + +والكتاب معظمه من هذا النسق وهو يقع في نحو مية صفحة منصفة القطع مكتوب بخط جميل تغلب عليه الصحة. والغالب انه نقل عن نسخة صحيحة ووقع في ايدي جهابذة نقّاد فقوّموا مناده واوده اما انشاوه ال مية الثالثة والرابعة سلاسة بلا تكلف وطبع بلا تصنع. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_41.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_41.txt new file mode 100644 index 000000000..4717e749b --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_41.txt @@ -0,0 +1,13 @@ + + +## طبقات الشافعية الكبري + + +اهدانا مصطفي افندي فهمي الكتبي نسخة من هذه الطبقات لمولفها شيخ الاسلام تاج الدين بن تقي الدين السبكي المطبوعة في مصر علي نفقة مولاي احمد بن عبد الكريم القادري الحسني الفاسي فجاءت في ستة مجلدات حوت من الفوايد التاريخية والاجتماعية والادبية والمذهبية والخلافية والمناظرات والمطارحات والفكاهات والحكايات ما لا يسع المتعلم جهله فضلاً عن المشتغلين بفقه الشافعي لان الوقوف علي سير ارباب هذا المذهب مما لا غنية لطالب عنه. + +ابتدا المولف كتابه بمقدمة طويلة عريضة بلغت زهاء مية و عشر صفحات من كتابه لا تخلو من مغامز وفوايد جاءت عرضاً. ولابد ان تقع فيما ينقله المكثار ويرويه علي طرفة تستطرفها وفايدة تقتطفها. ولذلك قالوا المكثار كحاطب ليل ويجمع بين الجيد والرديء. ولا ذنب في ذلك علي التاج السبكي بل الذنب في الاكثر علي عصره فقد كان عصر المشاغبات والمماحكات وضعف ملكة التاليف. + +قسم المولف كتابه الي طبقات سبعٍ الاولي طبقة من جالسوا الامام الشافعي وعددهم نحو اربعين فقيهاً والثانية وهي فيمن توفي بعد ال مايتين يللهجرة ممن لم يصحب الشافعي وانما اقتفي اثره، ويبلغ عددها نحو ثلاثين رجلاً. والطبقة الثالثة فيمن توفي بين الثلثماية وال اربعماية وعددها نحو ١٧٠ مترجماً والطبقة الرابعة فيمن توفي بين الاربعماية وال خمسماية وهي نحو ٢٧٠ فقيهاً. والطبقة الخامسة من مات بعد ال خمسماية وعددها نحو ٤٧٠ فقيهاً. والطبقة السادسة فيمن توفي بين الستماية وال سبعماية وهي قرابة ٢٥٠ فقيهاً. والطبقة + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_42.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_42.txt new file mode 100644 index 000000000..28201d55f --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_42.txt @@ -0,0 +1,9 @@ + +السابعة فيمن توفي بعد ال سبعماية وتبلغ نحو ١٣٥ فقيهاً. وقد ساق المولف اسماءهم كلها علي حروف المعجم واكثر من الكلام علي من ارتضاهم وربما ادخل في غمار الفقهاء من ليس منهم كما يفعل بعض مولفي الطبقات في الغالب حباُ بتكثير سوادهم. + +وقد اورد التاج طرفاً كبيراً من الكوارث والفتن التي حدثت في بعض تلك الادوار واستطرد اليها لادني مناسبة واكثر ما شاء وشاءت قريحته فلم يكن منها غير تكبير حجم الكتاب علي غير طايل. وطبقات الرجال لا دخل فيها لحوادث الاجيال وهذه من خصايص كتب التاريخ السياسي. ومن يقرا المناظرات التي ذكرها المصنف وهي مما وقع بين بعض الفقهاء المترجمين وبين غيرهم ممن ليسوا علي مذهبهم يتضح له ما كان ثمة من تعصب بين المتخالفين وكيف صرف ارباب المذاهب اوقاتهم في الجدال والقيل والقال. + +وانا لم نر عبارة لوصف هذه الطبقات اجمل من التي كتب بها الينا احد كبار شيوخ العلم في الشام عندما صدر الجزء الاول منها قال: قد سررت بطبع طبقات التاج السبكي لقلة ما طبع من كتب التاريخ في مصر وان كان السبكي شديد التعصب كما يظهر من مقدمة الكتاب التي افردها لذم التعصب، والمتعصبين وجعل من المفرطين فيه شيخه الحافظ الذهبي فزعم انه افرط علي الاشاعرة ومدح فزاد في المجسمة يريد بالمجسمة الحنابلة وعلماء الحديث وهي عبارة تدل علي فرط السخافة فان كان الذهبي متعصباً فتعصبه نشا عن خطاءٍ في الاجتهاد وتعصب التاج عن عناد ولجاج غير ان الزمان سيسقط كل مموه اياً كان فينتفع بكتابه بمثل ذكر ما للمولف من مولَّف ونحو ذلك. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_43.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_43.txt new file mode 100644 index 000000000..37156997a --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_43.txt @@ -0,0 +1,21 @@ + +والكتاب جيد الطبع علي الجملة يطلب من مكتبة مصطفي افندي فهمي بخمسين قرشاً مصرياً فنحث علي اقتنايه فان حسناته كثيرة ولا يجوز ان يزهد في عقد من اللولو اذا كان فيه بعض الخرز. والصيرفي الحاذق ينقد الدينار الخالص من الستوق الزايف. ونثني علي طابعه اجمل ثناء. + + +## سياحة في القطر المصري + + +هو كتاب في نحو ١٥٠ صفحة فيه مباحث اجتماعية وتاريخية عن البحيرة والشرقية والفيوم واسيوط وغيرها ومباحث عمومية عن العربان والامن العام وغير ذلك مما له علاقة بحياة هذه المديريات المهمة في القطر المصري ساح فيها عوض افندي واصف صاحب مجلة المحيط ورييس تحرير جريدة مصر وتكلم عن شوونها بما دله عليه اختباره وفضله وقد نشرها اولاً في مصر ثم جعلها ملحقاً لمجلة المحيط وارسلها لمشتركيه في العام الماضي وهي تطلب من مولفها وفيها من الفوايد ما يرغب فيه كل مصري اديب فنحث علي اقتنايها ونشكر لرصيفنا عنايته وهديته. + + +# سير العلم + + + +## لغة الاسبرانتو + + +انتشرت هذه اللغة التي الفها الدكتور زامنهوف الروسي انتشاراً عظيماً في العهد الاخير واقبل الاوروبيون علي تعلمها لسهولة ماخذها وسينعقد موتمرها هذه السنة في كامبردج فتقيم له كلية هذه المدينة احتفالاً بديعاً وقد انشيت جمعية من علماء الحقوق ممن تعلموا اللغة الجديدة. وممن ينتصر لهذه اللغة وتلقنها ملكة اسبانيا وملكة نروج التي تعلم هذه اللغة + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_44.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_44.txt new file mode 100644 index 000000000..8847ebc33 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_44.txt @@ -0,0 +1,11 @@ + +للبرنس اولاف الصغير. والمظنون ان الدكتور زامنهوف سينال في العام المقبل جايزة نوبل جزاء خدمته الانسانية بهذا الاختراع المفيد للامم. + + +## اكل الاثمار + + +الف المسيو جبراييل فيو الفرنسوي كتاباً دعاه لنغرس الاشجار ولناكل الاثمار ومما جاء فيه ان ميتين ياو ثلثماية متر مربع تنبت البقول اللازمة لاسرة فيبلغ متوسط غلة الهكتار (عشرة الاف متر مربع) من الهليون والخرشف (ارضي شوكي) ١٢٠٠ فرنك ومن الملفوف ١٠٠٠ فرنك ومن الجزر ٧٠٠ فرنك ومن البطاطا ٥٠٠ فرنك ومن السلجم (اللفت )٤٠٠ فرنك ومن الحنطة ٣٨٠ فرنكاً. واذا توفر العامل علي زراعة حديقته خضراً وبقولاً تكون لاسرته مورد رفاهية ويسار وتنبه فيه الرغبة في الاقتصاد وتجود بذلك صحته. قال اذا غرست مية شجرة مثمرة في هكتار من الارض تغل اكثر من الحنطة والبطاطا والشمندر بمعني انه ياتي بمورد لا يقل معدله عن الف فرنك. واوصي بغرس الاشجار المثمرة وجعل عشرة او خمسة عشرة متراً بين كل شجرة حتي لا يكون اشتباكها والتصاقها داعياً الي عدم الانتفاع من غلة الارض فتزرع انواع المحاصيل والغلات. ثم استطرد المولف ونصح للناس ان يغتذوا بالاثمار خاصةً قايلاً ان الامراض الشايعة في عصرنا هي مسببة من الافراط في تناول اللحوم ومما في عضلاتها من الزلال علي حين ان قضم الاثمار يفيد الصحة اكثر من ذلك. وقال ان ضعف المجموع العصبي (نوراستينيا )يشفي بتناول الاثمار وعدد امراضاً ينتفع المصابون بها من تناول الفاكهة واتي بادلة مقنعة وبراهين علمية لتاييد مدعاه. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_45.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_45.txt new file mode 100644 index 000000000..ba8b6bdd6 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_45.txt @@ -0,0 +1,15 @@ + + +## البنايات العايمة + + + وفّق احد مهندسي كاليفورنيا الي اكتشاف طريقة لاقامة مناير في البحر وحصون وبنايات في مداخل المرافي في عرض البحر تطفو علي الماء وكل ما يبني بحسب اشارته من هذه المباني يقاوم فعل جميع التقلبات التي تحدث علي وجه الماء في البحر المحيط. والظاهر لاول نظر ان ما ادعاه المهندس المشار اليه يعد من المستحيل بلوغه ويناقض ما جري عليه العمل في اقامة الابراج والمناير والبنية في وسط البحر حتي الان. فانه توصل الي اقامة هذه الابنية في عمق من المياه لا يتحرك باهتزاز سطح الماء والاساس اذا كان بعيداً عن الماء الذي يهتز بالامواج دام اكثر وقاوم فعل المياه. وهذا الاختراع سيفيد التجارة البحرية والدفاع عن المواني والشواطي فايدة كلية. فان قليلاً من المواني يتمكن فيها البناوون من وضع الاوتاد التي تغرز ليقام البناء عليها في الماء وبهذا الاختراع يمكن بناء ارصفة عايمة فتفرغ عليها السفن شحنها بدون عايق وهذه الارصفة تعلو وتسفل بحسب حالة المد والجزر في البحر. وبهذا الاختراع يمكن تشييد مناير في الماء الكثير التلاطم الذي لم يكن يتيسر من قبل ان يبني فيه كما تشيد امكان بعيدة عن الساحل لتامن السفن من اخطار الشواطي. + + +## الملبس المسموم + + +ثبت ان في بعض الحلويات سماً يضر بعض الضرر احياناً ونسب ذلك بعض الباحثين الي ما يحشي به من الزبدة والبيض ثم قرّ الراي ان في البيض سماً زعافاً احياناً لفساده وان كان جديداً وان احسن واسطة في اتقاء خطر البيض ان ينظر الطاهي او ربة البيت اليه عند وضعه في الحلويات وغيرها ليري فيما اذا كان سليماً او فاسداً. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_46.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_46.txt new file mode 100644 index 000000000..458633678 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_46.txt @@ -0,0 +1,15 @@ + + +## تعقيم اللبن + + +بحث كثير من علماء الكيمياء والحياة بالمانيا في الايام الاخيرة فيما اذا كان اللبن (الحليب )المغلي انفع من غير المغلي وبعد المرادّات الطويلة تبين ان اللبن المغلي للاطفال انفع ولكنه اذا اغلي كثيراً تفقد خاصية من خواصه الكيماوية والحيوية. وبحث علماء من الامريكان في تعقيم اللبن بدون واسطة الحرارة فراي ان يضاف اليه كمية قليلة من محلول ممزوج باكبر مقدار من الاوكسجين ومادة اخري لا تغير لونه ولا طعمه اصلها من مادة حيوانية. وبالجملة فان المسالة ما برحت موضوعة علي بساط البحث بين العلماء هذا يقول بغلي اللبن وذاك يري تناوله بارداً وغيره يري ان يعدل عن تعقيمه بمزجه ببعض المواد كما تقدم. + + +## نبات ضار + + +اذا لم يكن في النباتات مادة سامة لا تضر في العادة اذا لم يكن فيها نفع. ولبعض النباتات خاصية الضرر كالنبات الذي يكثر في اميركا امريكا الجنوبية فياتي باضرار بليغة للحيوان والانسان وهو من جنس الستيبا فتجد في غلاف الزهرة الاسفل من مجموع ما تتالف منه سنابله زُغْبُراً فيه حرير يتلوي علي نفسه فاذا ثارت الريح تحمل براعم هذا النبات فتعلق بشعر الانسان ولحيته وتتلوي فتدخل الجلد فاذا حاول المرء قلها تنكسر وتزيد في الانغراز. ويمكن الانسان ان يتخلص منها اما الحيوان فانه اذا اصابت عينه تقلعها فتعميها فلا يتيسر له ان يتناول غذاءه فاذا كانت تلك الحيوانات وحدها مطلقة يكون قلع عينيها سبباً في هلاكها وعدم قدرتها علي الاقتيات ثم ان براعم هذا النبات تلصق في جلد الخرفان فتحدث فيها تقرصاً مولماً كما تدخل في فم الحيوان اكلة النبات وتجعلها كمغرز الابر. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_47.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_47.txt new file mode 100644 index 000000000..c6981f167 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_47.txt @@ -0,0 +1,17 @@ + +وقد حاول العلماء ايجاد واسطة لاتقاء هذه الافة فلم يفلحوا والستيبا ما زال يكثر. + + +## الفلسفة الحديثة + + +الف احد علماء الالمان كتاباً في تاريخ الفلسفة الحديثة وهو يترجم الان الي اكثر اللغات الاوروبية شان كل كتاب نافع يصدر باحدي لغاتها فلا يلبث ان يترجم في الشهر الذي يصدر فيه وربما صدرت الترجمة والاصل في ساعة واحدة من المطبقة. وقد اتي بالبراهين السديدة عند كلامه عن فلاسفة القرن التاسع عشر فانتقد كانت واضع الفلسفة الحديثة احسن انتقاد ثم انحي علي الفيلسوفين فيختي وهيكل الالمانيين وسماهما بخارقي قوانين الفلسفة واصولها واضاف اليهما الفلاسفة شيلرماشير، وشوبنهارو، وهربارت، من الفلاسفة الالمان لانه لا نظام في ارايهم وهم يتكلمون كلام المغتاظ الحانق وقال ان الفلسفة الحسية تبدا من اغست كونت الفرنسوي كما تبدا الفلسفة الانكليزية من ستوارت ميل ودارومير وسبنسر فان هولاء اتوا الغرب بافكار وعواطف يسير عليها اليوم ويعيش في ظلها. + + +## الحلقة المفقودة + + + اكتشفت سنة ١٨٩١ في ترنييل من اعمال جاوة بعض عظام تحت التراب تشبه عظام القرد (جيبون )والانسان واستبشر العلماء عنديذ بانهم كادوا يظفرون بالحلقة المفقودة بين الانسان والقرد كما هو مذهب كبار علماء الطبيعة امثال داروين ووالاس وهاكل وغيرهم ثم اجلي البحث عن لا شيء. وقد فرح العلماء الان بما وفق الي اكتشافه + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_48.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_48.txt new file mode 100644 index 000000000..475d5bb25 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_48.txt @@ -0,0 +1,17 @@ + +الاستاذ كلاتش اثناء بحثه في شمالي استراليا من اكتشاف ينفع علم الانسان (انتروبولوجيا ). فقد اذاع انه صادف في بور داروين علي الشاطي في بقة قلما ينزل اليها السايحون ولم يدخلها التمدن الحاضر - امراة تعيش في البلاد علي حالة التوحش من الفطرة الاصلية وتشبه باوصافها القرود التي تشبه الانسان (انتروبوييد )ورجلاها مثل ارجل الزنوج تتسلق بهما الاشجار بمثل السرعة التي تتسلق بها القرود. وهذه اول مرة شوهد فيها مخلوق بشري علي هذه الصفة. ويزعم الاستاذ المشار اليه ان هذه المراة مرتقية من القردة وان اجدادها كانوا قروداً ولا شك. فاذا ثبت له ما زعم فيكون الدروينيون عثروا علي الحلقة المفقودة التي ينشدونها منذ ازمان. + + +## التلفون في السكك الحديدية + + +اخذ في استعمال الادوات التلفونية في قطارات الخطوط الحديدية الرييسة في الولايات المتحدة فتتاتي المخابرة بعد الان بين المركبات والقاطرة علي اختلاف انواعها كما تتيسر مخاطبة المحطات وتنفع هذه التلفونات في اتقاء الاخطار التي تعرض للقطاعات في طريقها. وتستعمل اسلاك هذه التلفونات في ارسال الرسايل البرقية ولا يحدث من ذلك التباس. + + +## الالكحول من الشجر + + +اكتشف استراليا الغربية ضرب جديد من الالكول ياتي من شجر غض كبير تحتوي اليافه علي خمسة في ال عشرة من الالكحول وكان هذا الشجر معروفاً منذ القديم بين النازحين الي تلك القارة والمبعدين اليها فقد كانوا يستخرجون منه سايلاً يقوم مقام الجعة (البيرة ). + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_49.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_49.txt new file mode 100644 index 000000000..d1dc801b6 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_49.txt @@ -0,0 +1,11 @@ + + +## السكس ك ون واللاتين + + +الف احد علماء الاجتماع في ايطاليا كتاباً في العنصرين الانكليزي السكسوني واللاتيني ابان فيه اهم اسباب ارتقاء الشعوب وبحث بحثاً مدققاً مويداً بالحجة في اسباب سر تقدم الامم وانحطاطها وهو يري انه ليس هناك عناصر بل امم يويد ذلك لا من طريق علم الاجتماع بل من طريق علم الانسان وقال انه ليس في العالم الان امم مكوّنة من جنس واحد بل هي نتيجة الامتزاج الحقيق واخلاط من عناصر مختلفة. فما ان الجنس او العنصر يشتهر وينتظم بما له من الصفات التشريحية المعروفة فيه فكذلك تعرف الامة بجماع الاخلاق النفسية والمظاهر الاجتماعية. وما سر تقدم امة الا اتٍ من احوال اقتصادية وغيرها تطرا عليها فتنهضها الي اعلي عليين او تسقطها الي اسفل سافلين. فلو حازت امة تقدماً علي غيرها كما يتوهمه بعض علماء الاجتماع لما رايناها الا باقية ابداً في اعلي قمم المجد. بيد ان التاريخ لم يذكر بان امة حالفها النصر والنجاح والتقدم في جميع ادوار حياتها السياسية والاقتصادية. وبينا كل ديمولين صاحب سر تقدم الانكليز السكسونيين ينشر كتابه كان العاقل يلاحظ ان الامة الانكليزية التي تمجد بها واذل امته لرفعة شانها قط ظهرت فيها بعض اغراض الضعف. وعلي هذا فان من الازمان ما يواتي امة ان ترقي رقياً عاماً في مهد الحضارة اذ تكون فيها القوي التي تلايم ذلك الرقي. ولذا تري في الامم علواً وانخفاضاً وسقوطاً وارتفاعاً. + +واغرب ما في هذا الكتاب فصل قارن فيه المولف بين ارتقاء المانيا وارتقاء ايطاليا وهما الامتان اللتان نالت كل منهما وحدتها في زمن متقارب فانه راي ان الناس يبالغون بما بلغته المانيا في سلم الارتقاء الاقتصادي وانها تفوق ايطاليا بمراحل في هذا السبيل فقال ان في المانيا ٥٧ مليون ساكن وثروتها نحو ١٥٠ ملياراً من الفرنكات اما ايطاليا فثروتها ٦٥ ملياراً وسكانها ٣٢ مليوناً فمعدل ثروة الفرد في المانيا ٢٦٢٢ فرنكاً وفي ايطاليا ٢٠٠٣ فرنكات اما من حيث عظمة ايطاليا في الامور العلمية فان كل من ينظر اليها نظر المجرد عن الغرض ير فيما يشاهده من اعمالها العلمية والادبية بانها اخذة في المسير نحو دور جديد من العظمة والمجد. + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_5.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_5.txt new file mode 100644 index 000000000..d53f9b9f9 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_5.txt @@ -0,0 +1,7 @@ + +عطايه للفقراء وطلبة العلم وذوي البيوت القديمة وذوي الحاجات قال ولقد حضر عنده في بعض الايام مايتا دينار فبلغه ان صفي الدين عبد المومن بن فاخر صاحب الموسيقا قد قدم من بغداد لضرورة ديون عليه قد غلبته فقال هذا من بيت له خدمة قديمة للخليفة العباسي فبعث اليه بالمبلغ المذكور واعتذر اليه انه لم يكن عنده في هذا الوقت غير هذا المقدار. قال: وكان يقول في مرض موته ليست فايدة المهلة في حياتي الا لاعطي الفقراء شيياً فكان مصمماً علي العطاء والاحسان وفعل الخير ال ان صار الي احسن مصير. قال وكان في اسفاره يصحبه من التلاميذ جماعات وخصوصاً في ايام توجهه الي خراسان والروم فلقد اجتمع معه في سفره الي الروم نحو ال اربعين طالباً وغالبهم ارباب فضايل وعلوم راسخة وكان يخدمهم بالمال والنفس والعلم وكانوا مع هذا يتقصونه وما يفعله معهم من الخدمة والخير ويقولون هذا الرجل متطفل علينا لان الناس انما يخدمونه ويعطونه الاموال لاجلنا ونحن الذين نشيد كلمته ونظهر فضيلته ونجمله بين الناس. قال وكان يبلغه هذا وامثاله عنهم فلا يغضب ولا يلتفت الي قول القايل اليه ذلك ويقول: انا اريض اخلاقي بالصفح عن زلات اخواني الي. + +وقال الاربلي: واخبرني الشيخ ضياء الدين الطوسي قال: اجتمعت بقطب الدين الشيرازي بقزوين وهو يقرا الفقه علي الشيخ علاء الدين الطاووسي صاحب التعليقة قال فسالته عن بعض احواله فحكة لي اشتغاله بالطلب وانه ترك معالجة الناس وخرج من شيراز وقصد بلاد خراسان وانه توفر مدة سنين علي تحصيل علم المعقولات من علم الكلام قال وقال لي ما وجدت نفسي في عمري متوفراً علي طلب العلم لم اشتغل بسوي (كذا )هاتين السنتين هما كانتا خير تحصيل حصل فيهما من العلوم النظرية ما احياني لكني غير عالم بالفقه فقصدت الشيخ علاء الدين الطاووسي لاقرا عليه الفقه فقرات عليه الحاوي الصغير وكتاب الوجيز وكانت للشيخ علاء الدين نسخة من الوجيز محشاة بالفوايد اللطيفة من الفقه فسرقها وهرب من قزوين قال: وهكذا كانت عادته اذا اعجبه + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_50.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_50.txt new file mode 100644 index 000000000..8ca23c77a --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_50.txt @@ -0,0 +1,19 @@ + + +# نفاضة الجراب فجايع البايسين + + +حافظ افندي ابراهيم + +هذه روايةٌ وطنيةٌ اخلاقيةٌ واقعيةٌ تمثل للقاري ما تين منه هييتنا الاجتماعية من البوس وما يتخلل نظام بيوتنا من الخلل تشبه في بعض مضامينها رواية البوساء لاستاذ الفصاحة والادب حافظ افندي ابراهيم وان كان بين الروايتين فرق في الاسلوب وكيفية الاداء ولا عجب اذا تم للمتقدم ما لم يتم للمتاخر فان حافظاً هو بلا مراء مالك زمام البيان والتبيان. ولعل المغرمين بالروايات والعالمين بنسج الاقاصيص والحكايات يواخذونني علي الاقتضاب في الفصول الغرامية فيعدّونه نقصاً في الاسلوب فانا استميحهم عذراً علي ذلك اذ قضي علي وضع الرواية وسلسلة حوادثها بان اقتصر علي ما اقتصرت والله المستعان. + +دمشق شكري العسلي + + +## ١ + + +في ليل الاربعاء السابع وال عشرين من شهر شباط (فبراير )هطلت الامطار وهبت العواصف واشتد البرد فاستحال المطر ثلجاً وابيضت الدنيا فصارت كالعهن المنفوش واخذت خديجة تشعر بالم الوضع نحو الساعة الخامسة بعد الغروب فايقظت زوجها احمد واخبرته بما المّ بها من الم المخاض فهبّ من ساعته لياتي بالداية واحب ان يستصحب معه مصباحاً يستصبح به في ظلام الليل الدامس ولما كانت داره خالية من كل شيء راح يطلب الي خادم جاره وكان هذا من الاغنياء ان يعيره فناراً او مصباحاً فطرق الباب عليه وكان الخادم مهتماً باحضار سفرة الحلويات والفاكهة ليتناول + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_51.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_51.txt new file mode 100644 index 000000000..60f1ef4a0 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_51.txt @@ -0,0 +1,7 @@ + +منها ضيوف سيده فخجل احمد وخشي ان يظن القوم انه اتي مدفوعاً بما نبعث من رايحة الطعام ولكن صاحب المنزل كان كريم الطبع محباً للضيوف فتبسم له ورحب به واستثقل بعض الحضور مجييه في تلك الساعة فهمس احمد في اذن صديقه الخادم قايلاً له: هل لك ان تعيرني مصباحاً استنير به في طريقي لاني ذاهب لاحضر الداية لامراتي فقد اخذها المخاض. فسال صاحب الدار خادمه عن سر مجيء احمد فاجابه الخادم انه يريد ان يستعير منا مصباحاً واعلمه بالسبب فامره مولاه بان يلبي طلبه فاخذ صاحبنا المصباح وذهب مهرولاً الي الداية فلما قرع بابها سالته عن المُقْرب فاجابها بانها امراته واذ ايقنت انه لا ينالها الا التعب والبرد ونسيت ما ستناله من الاجر والشكر وما يترتب علي عملها من خدمة الانسانية لم يسعها الا ان تظهر اسفها واعتذرت بمرض اعتراها منذ اسبوع فدلت علي انها عارية من عواطف الرحمة مجردة عن الانسانية التي كانت توجب عليها ان تسعي الي تخليص تلك البايسة من خطر الموت ومن يدر كم من النساء اللواتي ذهبن لجهلها وعدم اعتنايها بقواعد الصحة. وكم سمعنا وراينا من النساء اللواتي فارقن الدنيا بسبب الوضع لجهل القابلات وقلة عنايتهن. + +انفصل صاحبنا عن باب الداية وعينه تقذف قطرات الحنو الزوجي ممزوجاً بحسرة البوس البادي علي صفحات خديه وذهب الي قابلة اخري فسالته عن الاجرة فاخبرها بما في مكنته ان ينقدها اياه من الدراهم فامتنعت واعتذرت ثم قالت انها لا تخرج من منزلها العامر الا باجرة وافرة فاخذه البكاء وذهب الي عجوزة عرفت بعمل الخير لها خبرة بالتوليد فاستنهض همتها واخبرها بما جري له مع تينك القابلتين فاسفت لحاله ولعنتهما ولعنت الزمان الذي قل عم الخير فيه واخذتها الحمية والحماسة الشرقية فذهبت معه علي الفور واجلست خديجة علي الكرسي واخذت تعالجها وتحمسها وتقرا لها ما تيسر من القران وتتوسل بالادعية علي عادة العجايز التقيات. فلما حانت الساعة السابعة بعد منتصف الليل وضعت خديجة غلاماً سُر به ابواه وسمياه سعيداً تفاولاً بان ينالهما السعد بهذا وقراا الفاتحة علي هذه النية ومن العادات التي لا خلاص منها اكرام القابلة + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_52.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_52.txt new file mode 100644 index 000000000..b8d77822b --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_52.txt @@ -0,0 +1,13 @@ + +بضروب الحلواء والفاكهة ولم يكن عند صاحبنا درهم واحد ليقوم بهذه العادة فرهن قدراً له واتي ببعض الماكل قدمها للقابلة وانصرفت واعدة اياه بالمجيء كل يوم لتتم احسانها. + + +## ٢ + + +اخذ سعيد ينمو يوماً فيوماً وغدا سلوي ابويه في بوسهما ومحط امالهما وكانت مياومة ابيه لا تقوم بنفقة عياله فحسن لديه ان يُستخدم في كتايب الدرك لينال ثلثماية قرش مشاهرةً فقدم طلبه والتمس تعيينه وساعده علي ذلك بعض اهل الخير فعين نفراً وظن ان ما تم له من الخير ناله بيمن طالع سعيد ابنه فامل فيه خيراً وزادت محبته له وكان احمد حسن المنزع مهذب الاخلاق عُرف بالامانة فاتخذه زعيم الدرك علي باشا وكيلاً علي منزله واحله منه محل الثقة وطفق يحسن اليه والي سعيد ابنه وكان قد بلغ ابنه السادسة من عمره فظهرت عليه امارات النباهة وحدة الذهن. وكان للقايد المشار اليه ابنة وحيدة اسمها جميلة هي في السادسة من عمرها كسعيد وقد كان اجتماع سعيد بها في منزل واحد واشتراكهما في العمر سبباً في ارتباطهما برابطة الاخاء المتينة والف كل منهما اخاه حتي صارا كاخ واخته لا يطيقان افتراقاً. + +وفي غضون ذلك ادخل الباشا سعيداً الي المكتب الابتدايي فلما بلغ الثانية عشرة من عمره اتم الدراسة الابتدايية وثبتت لدي الباشا كفاءته فادخله المكتب الاعدادي الملكي بدمشق داخلياً بلا اجرة فجدّ في دروسه حتي تقدم في صفه واصبح الاول فيه وهو يختلف الي منزل الباشا في اغلب الاحيان وكلما دخل المنزل يشعر بميل لروية جميلة ويشتاق اليها كلما غاب عنها فادرك ان لها مكاناً من قلبه علياً وخُيل له ان يتزوج بها ولكن كان يمنعه عن هذا التصور ما بين ابيه وابيها من تفاوت الطبقة عالماً ان الناس لا يزالون مغرمين بالظواهر وان الصفة المطلوبة بل الضالة المنشودة في الزوجية هي المال والجاه وندر من اهتم بمكارم الاخلاق والتربية الصحيحة ولذلك ايقن انه لا ينال ما تطمح اليه نفسه الا اذا نال جاهاً ومقاماً عظيماً. وكان كلما اجتمع بها يري منها + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_53.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_53.txt new file mode 100644 index 000000000..e0c17018f --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_53.txt @@ -0,0 +1,25 @@ + +امارات الحب والميل اليه ولم يجسر احدهما ان يبوح لصحابه بما تكنه الصدور. + + +## ٣ + + +الا ان خير الودّ ودّ تطوعت به النفس لا ودّ اتي وهو متعب + +حدث ذات يوم ان كانت دار الباشا خاليةً فعزم سعيد علي اظهار ما في فواده من دواعي الهوي وراح يختلس الفرص ويحادث جميلة وياخذ معها في اهداب الكلام حتي ساقهما ذلك الي ذكر ايام صباهما ثم تحين المناسبة وقال لها: ايخطر علي بالك يا تُري ما كان بيننا مستحكماً من علايق الحب والوداد ايام كنا احداثاً؟ الا تذكرين ذلك العهد الذي كان بهجة الايام والليالي ورياض الازمنة فكان الشاعر نظر اليه حين قال: + +شهور قد قُضين وما علمنا بانصافٍ لهن ولا سِرار + +- الستَ تحبني الان؟ + +- كيف لا احبكِ! ولكني لا اعلم ان كنت باقيةً علي العهد في الحب او زال اثره من نفسك ذهاب امس الدابر فان الايام تقلب القلوب. - سلْ قلبك ينبيك عما في ضميري لك + +- قلبي يحدثني بمحبتك ولكن لست ادري. . . + +وعندها ساد السكوت وانقطعت سلسلة الحديث فلم يتجاسر احدهما علي الاعتراف باكثر مما اعترف والموقف حرج. فغير سعيد الموضوع خوفاً من لومها وعتابها واخذا يبحثان عن المكتب فصار يمدح مستقبله ويشرح اماله ويتعلل بانه سيكون منه رجل عظيم يحرز الرتب العالية والرواتب الوافرة اذا ساعده القدر ولم يخنه الحظ. + +وهنا تم الحديث وانقضت جلستهما التي يصح ان تسمي الاولي وهي الاولي + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_54.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_54.txt new file mode 100644 index 000000000..8a2e92def --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_54.txt @@ -0,0 +1,11 @@ + +في شرح الغرام فودع سعيد حبيبته واليفة صباه وذهب الي مدرسته واماله تسبح به في سماء الخيال وقد ايقن انها شريكته في الحب فارتسمت صورتها امام عينيه في درسه وعندما يخلو بنفسه وكان يذهب في تاويل كلماتها مذاهب شان من راي بصيص نور السعادة وكان منها محروماً. او تجلت له امارات الغني وكان من قبل معدماً. + +سل قلبك ينبيك عما في ضميري لك جملة فاهت بها جميلة فاخذ اليف صباها يقيم العلالي والقصور من الاحلام ويتفنن في تفسير مضمونها علي اوجه وبعد ان نثل ما في كنانة علمه من فهم المعاني الدقيقة قال يخاطب نفسه: اسالك يا قلب الا ما اطلعتني علي ما حوته ضلوعها؟ فان كان وداً خالياً من الغرام فلست ارضاه اذ لا يجديني نفعاً. ثم راجع نفسه فقال ان قلبي يحدثني بان عندها مني ما عندي منها وان سكوتها يدل علي ذلك والسكوت في معرض الحاجة اقرار. + +ثم ما لبث ان سخر من نفسه وقال: واذا لم تعترف لي بما في فوادها كيف يسوغ لي ان احكم بحبها لي علي وجه الذي ترمي اليه امالي؟ وانشا يفكر فيما يوصله الي معرفة كنه امرها من ناحيته فراي ان يسطر لها كتاباً يستطلعها به طلع افكارها فبعث اليها بالكتاب التالي: + +سيدتي - ساقتني الجراة ان اكتب اليك بهذا الكتاب وانا اخشي ان لا ينال منك قبولاً ولا يكون سبيلاً الي غضبك الذي اعدّه من قواصم الظهور. واني لاود ان يقيم لي عذراً مقبولاً بما يمت به اليك من بيان ما تجنّه اضالعي لك من الحب الطاهر. فان قولك يوم اجتمعنا ان ما في قلبي لك ينبيني بما في فوادك. قولٌ خليق بالنظر فقد فتشت في سويدايه وحناياه فلم اجد فيه لك غير الحب الاكيد مما يدعوني الي تعليق الامال بما هو اقصي مناي من دنياي واعني به ان تكوني شريكة حياتي تشاطرني فيها الافراح والاتراح. وان اتقدم اليك اذا رايت + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_55.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_55.txt new file mode 100644 index 000000000..e23588e9c --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_55.txt @@ -0,0 +1,13 @@ + +في رسالتي هذه قحة وجراة ان تطويها عاذرةً والكريم عاذر واذا وقع كلامي منك موقعاً حسناً فلا تلومي مفاتحتي لك بما في قلبي واعف عني وقني سورة سخطك واكتمي الامر عن الشمس والقمر والسلام عليك. . . + +ثم طوي الكتاب ووضعه في غلاف وذهب الي منزل الباشا وطلب ان يقابل الخانم الكبيرة ليقبل يديها ويقوم بما اعتاد من تقديم واجباته لها فدعته اليها وسلمت عليه ودعت له بالتوفيق. فاختلس فرصةً في تلك الساعة والقي الكتاب بيد جميلة فتناولته مرتعشةً وقد احمرّ وجهها ثم اقام هناك هنيهةً وانصرف الي مدرسته. + +ذهب سعيد فدخلت جميلة غرفتها واغلقت الباب وارخت ستور النوافذ وسدت المنافذ والشقوق بحيث لا يراها احد وجلست علي كرسي ووجهت وجهها نحو الجدار واخذت تقرا الكتاب فاحمر وجهها خجلاً وعلمت انه وقع في شراك هواها فارادت ان تتماسك ولا تريه انحلالاً في الاخلاص لعلمها ان بعض الرجال يكرهون زواج من يبحن بسرايرهن في الهوي. فبعثت اليه كتاباً تعيبه به علي جراته وما وقع له من الالماع اليه علي اسلة لسانه وبنانه. ولما تلا كتابها اخذ الياس والخجل يقيمه ويقعده فهجر منزل الباشا زمناً حتي صار اهل بيته يسالون عنه ووقعت جميلة في شر اعمالها وندمت علي ما فرط منها من عتابه المرّ الجافي علي جراته الغريبة وايقنت ان الخوف اقصاه عن غشيان منزل ابيها فكتبت اليه بما ياتي: + +عزيزي: اراك هجرتنا هجراً طويلاً وما عودتنا من قبل ذلك فان كان هذا تناسياً فهو ينافي املنا فيك وان كان خجلاً من عتابنا فعملك مردود عليك. فتعال اذاً يوم الثلثاء اذ يخلو لنا الدار بتغيب امي وابي لابوح لك بذات نفسي ولك مني الف سلام. + +ثم طوت الكتاب وبعثت به مع خادمتها الامينة الي المكتب فلما تناوله سعيد كاد يطير فرحاً واخذ يغوص في بحور الخيال ويسبح في فضاء الاماني الي ان اقبل اليوم المضروب للاجتماع فاحتال علي مدير المكتب ونال منه رخصة بالخروج ذلك + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_6.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_6.txt new file mode 100644 index 000000000..38a5a1d2b --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_6.txt @@ -0,0 +1,9 @@ + +كتاب يتحيل حتي يسرقه وكان مشتهراً بين طلبة العلم في مبادي احواله بهذا الوصف قال وطلب علاء الدين نسخته فلم يجدها فقالوا لم يكن عندك غير محمود الشيرازي فقال ليس هو اخذها وقال لي مهذب الدين الشيرازي احد تلاميذ قطب الدين ان قطب الدين كان يلقي الدروس من هذه النسخة بمدينة سيواس ويقول هذه النسخة سرقتها من شيخي علاء الدين الطاووسي بقزوين في مبدا تحصيل العلم وكنت عاجزاً عن مشتري الكتب. + +ولما عمر ملك خوارزم نلك مارستاناً انفذ الشيخ قطب الدين اليه برسم هذا المارستان كتباً طبية قيمتها بالتقريب اربعة الاف درهم فاجازه بجايزة تشتمل علي رقيق قماش ونقد قيمة الجميع ستة و ثلاثون الف درهم. وصنف كتاباً باسم الملك عز الدين ملك شيراز في علم الاخلاق والحكمة فاجازه ببغلة سنية والاتها ومعها ثلثماية مثقال ذهباً وتخت قماش ذكر هذا وما قبله الاربلي قال: وكنت بماردين فسير لصاحبها الملك المظفر هدية تشتمل علي مملوك صغير تركي واخر رومي وتخت قماش منوع من الحرير وسجادة وكتاب صغير من تصانيفه فرد الملك المظفر الجميع وقبل السجادة والكتاب واجازه عليهما باثني عشر الف درهم وقال: هذا القدر هو الذي ينبغي ان يقبل من العلماء اما كتاب من فوايدهم واما خرقة من بركاتهم. ولم يحمل؟ الا في دملة غازان فانه كان بينه وبين رشيد الدولة كراهية في النفوس بين الشخصين لان قطب الدين كان يتنقص كثيراً برشيد الدولة وبتصانيفه ويستجهله ويحط عليه. + +وقد صنف تصانيف في تفسير الكتاب العزيز وفي غيره وكان قطب الدين يظهر نقصها ويكشف عن عورتها قلت ولقد حدثني بعض شيوخنا عن قطب الدين انه لما بلغه ان الرشيد قد شرح القران العظيم قال لاصحابه ايه هاتوا التوراة حتي اشرحها قال الاربلي وتمكن رشيد الدولة من دولة غازان فاشاع انه يريد ان يقتل قطب الدين ثم ظهر انه قتله بقطع رزقه الذي كان مقرراً علي الدولة ومبلغه ثلاثون الف درهم فقلل + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_7.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_7.txt new file mode 100644 index 000000000..d6c4f42ca --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_7.txt @@ -0,0 +1,5 @@ + +لغازان هذا الرجل فقيه ايش يعمل بهذا المال كله هذا تضييع هذا يكفيه اثنا عشر الف درهم وكان غازان بخيلاً فاصغي الي قول رشيد الدولة وقطع ساير ما كان لقطب الدين من المبلغ المذكور وبعد مدة طويلة سعي فيه حتي اطلق له في كل سنة اثنا عشر الف درهم قال: وكان قطب الدين قد بيت مع رشيد الدولة وعجز عن تلافي ما افسد وعجز عن رضاه قال لكن كان قطب الدين سعيداً في عقله وعمره وتصانيفه واصحابه فما اثر ذلك عنده شيياً لكنه كان خايفاً لان يسعي رشيد الدولة في قتله فامنه الله تعالي منه قال الاربلي واخبرني التاجر الشفار قال ولما تطاولت علة الشيخ قطب الدين الشيرازي واحس بالموت طلب اليه الصدر زين الدين علي بن فخر الدين بن عبد السلام الطيبي وقال له يا خواجه زين الدين اريد من انعامك ان تتولي امر تجهيزي ودفني فاني ما رايت ان اضع هذه المكرمة الا عندك لاني شاهدت رغبتك في فعل الخيرات والمبرات فاجاب زين الدين بالسمع والطاعة قال ولما توفي قطب الدين انفق زين الدين علي جنازته وتجهيزه ودفنه وايام العزاء سبعة الاف درهم ومايتي درهم ومن ذلك انه اشتري سبعة الاف ذراع قماش قطن ابيض وفصلها قمصاناً وعمايم للايتام والارامل والبسها سبعماية انسان من الفقراء والتلاميذ اللايذين بقطب وطايفة من الايتام والارامل فكانوا بين يدي الجنازة يبكون ويندبون وجلس مدة ايام العزاء للناس والتزم اطعامهم ومهامَّهم وما هو من كلف العزاء لمثل هذا الميت. قال الصدر شمس الدين: وما رايت احداً من الروساء اطول من نفس قطب الدين الشيرازي في الشفاعات لذوي الحاجات وذوي السلطان كان اذا جلس الي امير او وزير او قاض يخرج اوراقاً من جيبه نحو عشرين او ثلاثين قطعة ويشفع في الجميع وكان غالبتها يقضي وما يرد الا القليل وكان كثيراً ما يشاهد من الامراء والاكابر مللاً من كثرة شفاعاته فلا يلتفت الي ذلك الممل ولا يترك تردده اليهم ويقول ولاي شيء خُلقوا وخُلقنا وما نفعنا بالجاه اذا لم نقض حاجات الناس اذا تركنا هولاء وسجاياهم لا يقضون حاجة المسكين او عاجز + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_8.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_8.txt new file mode 100644 index 000000000..eed59e54b --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_8.txt @@ -0,0 +1,13 @@ + +محروم فنحن نسوقهم الي فعل الخير قهراً وتحيلاً عليهم حتي يوجروا ونوجر نحن معهم ونقضي حوايج الناس الملهوفين العاجزين كان هذا دابه يفعل غالب اوقاته الخير بجاهه وماله وعلمه رحمه الله. + + +# تسامح العظماء + + +يظن من لا عهد له بدرس مشاهير رجال الاسلام انهم كانوا جبابرة لا يحسنون غير البطش والكر والفر علي ان الباحث في سيرهم يراهم من اشد الامم حرصاً علي ما فيه قوام عمرانهم ولم يكن في قلوبهم غالباً شيء مما يقال له تعصب او تحزب بل ساسوا رعاياهم سياسة العدل لم يحابوا ولم يداجوا فقدروا الكفاءات قدرها ولم يعتبروا في مصالحهم الا اهل الغناء والعلم. وربما لا يصدق الا غمار في هذه الاعصار لو قلنا لهم ان معاوية بن ابي سفيان اصطفي لنفسه ابن اثال النصراني من اطباء دمشق واحسن اليه وكان كثير الافتقاد له والاعتقاد فيه. وصحب تياذوق الطبيب الحجاج بن يوسف الثقفي المتولي من جهة عبد الملك بن مروان وخدمه بصناعة الطب وكان يعتمد عليه ويثق بمداواته وكان له منه الجامكية الوافرة والافتقاد الكثير. + +وخدم جورجس بن جبراييل الخليفة المنصور وكان عظيماً عنده رفيع المنزلة ونال من جهته اموالاً جزيلة والمنصور هو الذي يقال له الدوانيقي لبخله. وخدم بختيشوع بن جورجس هارون الرشيد وتميز في ايامه وكان رييس الاطباء كلهم في بغداد . وكان جبراييل بن بختيشوع بن جورجس حظياً عند الخلفاء رفيع المنزلة عندهم كثيري الاحسان اليه وحصل من جهتهم من الاموال ما لم يحصله غيره من الاطباء وكان مكيناً عند جعفر بن يحيي بن + + +# notes diff --git a/md/oclc_4770057679-i_13-p_9.txt b/md/oclc_4770057679-i_13-p_9.txt new file mode 100644 index 000000000..2539b2d67 --- /dev/null +++ b/md/oclc_4770057679-i_13-p_9.txt @@ -0,0 +1,7 @@ + +خالد بن برمك احبه مثل نفسه وكان لا يصبر عنه ساعة ومعه ياكل ويشرب اعطاه الرشيد مرة من اجل مداواة احدي حظاياه خمسماية الف درهم واحبه مثل نفسه وجعله رييساً علي جميع الاطباء. وامر له المامون مرةً بالف الف درهم وبالف كر حنطة ورد عليه ساير ما كان قبض منه من الاملاك والضياع وصار اذا خاطبه كناه بابي عيسي جبراييل واكرمه زيادة علي ما كان ابوه يكرمه وانتهي به الامر في الجلالة الي ان كان كل من تقلد عملاً لا يخرج الي عمله الا بعد ان يلقي جبراييل ويكرمه وكان عند المامون مثل ابيه. + +ووجد في خزانة بختيشوع بن جبراييل مدرج فيه عمل بخط كاتب جبراييل بن بختيشوع الكبير واصطلاحات بخط جبراييل لما صار اليه في ايام خدمته الرشيد وهي ثلاث و عشرون سنة يذكر ان رزقه كان من رسم العامة في كل شهر من الورق عشرة الاف درهم يكون في ال سنة ماية و عشرون الف درهم في مدة ثلاث و عشرين سنة الفاً الف و ستماية و ستون الفاً ونزله في الشهر خمسة الاف درهم يكون في السنة ستون الف درهم في مدة ثلاث و عشرين سنة الف الف وثلثماية و ثمانون الف درهم ومن رسم الخاصة في المحرم من كل سنة من الورق خمسون الف درهم يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة الف الف وماية و خمسون الف درهم ومن الثياب خمسون الف درهم يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة الف الف وماية و خمسون الف درهم. تفصيل ذلك: القصب الخاص الطرازي عشرون شقة الملحم الطرازي عشرون شقة الخز الصوري عشر شقاق الخز المبسوط عشر شقاق الوشي اليماني ثلاثة اثواب الوشي النصيبي ثلاثة اثواب الطيالسة ثلاثة طيالس ومن المسور والفنك والقماقم والدلق والسنجاب للقبطين. وكان يدفع اليه في مدخل صوم النصاري في كل سمة من الورق خمسون الف درهم يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة الف الف وماية و خمسون الف درهم وفي يوم الشعانين من كل سنة ثياب من وشي وقصب وملحم وغيرهم بقيمة عشرة الاف درهم يكون في مدة ثلاث و عشرين سنة + + +# notes